تونس- افريكان مانجر
في الوقت الذي تُطالب فيه نقابات التعليم بتعليق الدروس وإيقافها للحدّ من إنتشار فيروس كورونا ، فإنّ اللجنة العلمية تُؤكد أنّ الحلّ في تطبيق البروتكول الصحي وأنّ إجراء إغلاق المدارس سيكون تأثيره محدودا في تقليص العدوى فضلا عن تداعياته على التحصيل العلمي للتلميذ.
لا فائدة من تقديم عطلة فيفري
في الاثناء، تقول وزارة التربية إنّ قرار الإغلاق يجب ان يكون آخر الحلول وأنّ تقديم موعد عطلة فيفري ليست الحلّ الأمثل لمجابهة الموجة الجديدة للوباء، بإعتبار أنّ التلاميذ لن يمكثوا في المنازل وقد يكون الامر اكثر سوء.
ويتزامن هذا الوضع، مع الإعلان الرسمي عن الشروع في إصلاح البرامج وتطويرها في قطاع التعليم الابتدائي حيث أجمعت مختلف الأطراف من وزارة ونقابات على تدهور المنظومة التربوية في تونس وحاجتها الاكيدة للإصلاح.
وفي انتظار قرار اللجنة العلمية، التي تعقد اليوم الثلاثاء، اجتماعها لتحديد القرارات التي يمكن العمل بها في المؤسسات التربوية في المرحلة المقبلة، فقد أكد بعض المعلمين في تصريح لـ “افريكان مانجر” أنّ عددا كبيرا من التلاميذ لا يُجيدون القراءة والكتابة، وقد تفاقم تراجع المستوى المعرفي خاصة مع انقضاء عطلة الثلاثي الأول وعودتهم الى مقاعد الدراسة، مطالبين الوزارة بتوفير الإمكانيات التي تسمح بتطبيق الإجراءات الصحية للوقاية من تفشي الفيروس، كما طالبوا بعدم إيقاف الدروس لأنها “ستزيد الطين بلة” وستُعمق من إشكاليات المنظومة التربوية.
تلاميذ لا يُجيدون القراءة
ووفق معطيات تحصل عليها “افريكان مانجر” من الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل فان نحو 60 بالمائة من الأطفال بين 7 و14 سنة لا يحسنون القراءة والكتابة، كما ان نسبة الرسوب في الاعداديات والمعاهد الثانوية مرتفعة جدّا وهي في حدود 50 %، في حين ان 50 بالمائة من التلاميذ لا يبلغون مستوى البكالوريا في حين ان 75 % من المغادرين لمقاعد الدراسة لم يصلوا الى مستوى البكالوريا.
وتوقعت الجمعية تفاقم تراجع المكتسبات البيداغوجية للأطفال مع الارتفاع الكبير لأعداد المنقطعين عن الدراسة، قبل سنة 2010 كان العدد يتراوح بين 60 و80 الف تلميذ سنويا وخلال السنوات الأخيرة فان عدد المغادرين لمقاعد الدراسة وصل الى 100 الف، علما وان أعلى نسبة تم تسجيلها كانت خلال سنة 2014 حيث تجاوز عدد المنقطعين عن الدراسة الـ 140 الف تلميذ.
اصلاح المنظومة
جدير بالذكر ان وزارة التربية اعلنت مؤخرا خلال ندوة صحفية خصصت لتقديم التقرير العام حول “مراجعة البرامج وتطويرها في قطاع التعليم الابتدائي:الاجراءات التي تم تبنيها”، الانطلاق في العمل على برنامج لإصلاح المنظومة التربوية الإبتدائية بالتشارك مع الجامعة العامة للتعليم الأساسي والنقابة العامة لمتفقدي الابتدائي.
ويضم البرنامج الإصلاحي المناهج والبرامج والمقاربات والكتب المدرسية والزمن المدرسي والحياة المدرسيى والفضاء والموارد وظروف العمل والتكوين وتطوير الكفاءات الفاعلة في المجال.