تونس-افريكان مانجر
تعرف المبادلات التونسية الإفريقية نسقا إيجابيا و تطورا هاما حيث تضاعفت الصادرات التونسية نحو إفريقيا جنوب الصحراء خلال الـ10 سنوات الأخيرة ثلاث مرات لتنتقل من 0،5 مليار دينار إلى 1،5 مليار دينار فضلا عن أن نسق تصدير الشركات التونسية نحو القارة الإفريقية مهم جدا، بحسب ما أكده رئيس مجلس الأعمال التونسي الافريقي أنيس الجزيري.
تونس…منصة افريقيا
واعتبر الجزيري، في حوار لموقع افريكان مانجر، ان المبادلات التونسية مع القارة السمراء بإمكانها أن تحقق أرقاما جّيدة من خلال تحسين جاذبية البلاد عبر تطوير الجانب اللوجستي وفتح خطوط جوية و بحرية جديدة على غرار الخط البحري الذي يربط تونس بافريقيا، بالإضافة إلى تطوير مجلة الصرف.
وشدد على أن تونس تملك كل المؤهلات لتكون نقطة رئيسية للشركات و المستثمرين الأجانب من أوروبا و آسيا ومختلف دول العالم للدخول الى افريقيا.
ويقول رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي، ان بلادنا حاليا تُصنف كوجهة ومنصة لإفريقيا وهناك اهتمام كبير بها من قبل الشركات الأجنبية.
وأشار إلى وجود حوالي 1500 مؤسسة فرنسية منتصبة بتونس وعدد هام من المؤسسات الإيطالية و الألمانية و اليابانية مهتمة باعتماد تونس اتفاقية التجارة الإقليمية مع إفريقيا “الزليكاف” للولوج إلى إفريقيا عن طريق مؤسساتها بتونس.
فيتا 2024…اكبر حدث اقتصادي
وعلى غرار السنوات الماضية تتقدم التحضيرات بخطى حثيثة، لتنطيم الدورة السابعة لمنتدى تمويل الاستثمار و التجارة في إفريقيا فيتا 2024 الذي ستحتضنه تونس يومي 11 و 12 جوان 2024، وفق انيس الجزيري.
وأفاد محدثنا، بأنه للسنة الثالثة على التوالي تنعقد “فيتا” تحت إشراف رئاسة الجمهورية وهو ما يعكس قيمة الحدث في تونس و إفريقيا و حتى على صعيد دولي، و يطرح منتدى تمويل الاستثمار والتجارة في إفريقيا هذه السنة موضوع رئيسي يتمثل في دعم الصناعة ونقل التكنولوجيا من أجل النمو المستدام والشامل في أفريقيا.
وسيتم التركيز بالمناسبة على مسألة التحويل والصناعة في إفريقيا والدور الذي ستلعبه تونس و دول شمال القارة لمساعدة بلدان افريقيا جنوب الصحراء على تطوير صناعتها.
وسيتطرق المنتدى لمحاور أخرى منها ذات البعد الجيوسياسي و الاقتصادي حول استراتيجيا الدول الإفريقية لتطوير صناعتها و بحث سبل نجاح التحويل المحلي و التقليص من التوريد من إفريقيا و آسيا.
أما المحور الثاني فسيتعرض لمسألة البنية التحتية والطاقة، باعتبار أن البنية التحتية و خاصة الطاقة ليست في مستوى يساعد على تركيز صناعات كبرى في إفريقيا، وهو ما يدفع للبحث عن كيفية تطوير الطاقة بما يمكن من إحداث صناعات كبرى و لا يجعلها عائقا أمام تطور الصناعة في إفريقيا.
ويتعلق المحور الثالث بمسالة التمويل بوصفها اكبر تحدّ أمام الصناعة في المنطقة، سيما و أن إدخال صناعات و عمليات التحويل تتطلب تمويلات كبرى، ويعتبر المنتدى مناسبة هامة لبحث فرص التمويل باعتباره سيشهد حضور مؤسسات مالية دولية وافريقية.
وقال الجزيري، ان المحور الرابع يتعلق بالموارد البشرية و كيفية تطوير مهارات الأفارقة لدعم الصناعة، مُذكرا بأن تونس تلعب دورا هاما في هذا السياق باعتبار خبرتها في تطوير الكفاءات و اليد العاملة في هذا المجال .
واعتبر محدثنا، انه لا يمكن الحديث عن تطوير الصناعة في إفريقيا دون الحديث عن الفلاحة و الأمن الغذائي، لذلك سيتطرق المحور الخامس إلى التغييرات المناخية و الأمن الغذائي و إدخال الابتكار التكنولوجي الزراعي في الفلاحة كأداة لتحقيق الأمن الغذائي في إفريقيا.
و سيتناول المحور السادس التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي و طرق استعمالها لتامين انتقال أفضل للبلدان الإفريقية التي في طور التصنيع.
أما المحور السابع، فسيطرح دور اتفاقية منطقة التبادل الحر “زليكاف” في تطوير التجارة البينية بين البلدان الإفريقية و تطوير الصناعات و التحويل المحلي في إفريقيا.
فعاليات على هامش المنتدى
ويرى الجزيري، ان ما يجعل الدورة السابعة لمنتدى تمويل الاستثمار و التجارة في إفريقيا، متميزة هذه السنة أن عديد البلدان اختاروا تنظيم فعاليات على هامش المنتدى على غرار سفارة كوريا في تونس التي ستنظم منتدى الأعمال الكوري التونسي الإفريقي الذي يهدف إلى تطوير العلاقات الثلاثية خاصة و أن الشركات الكورية مهتمة بإفريقيا و تبحث عن منصات للدخول إليها وتونس تعتبر من أهم النقاط الرئيسية، مشيرا إلى أن وفد كبير من الشركات الكورية سيكون حاضرا للبحث عن شركاء تونسيين لمرافقتهم للدخول إلى إفريقيا.
كما ستنظم دولة بولونيا التي ستكون ضيفة شرف هذه الدورة على هامش المنتدى يوم الأعمال البولوني وستدرس خلالها القطاعات التي تسعى لتطويرها في إفريقيا عن طريق تونس، بدورها جمهورية كونغو الديمقراطية ستنظم كذلك على هامش المنتدى حدث مهم تحت عنوان استثمر في جمهورية كونغو الديمقراطية سيكون بحضور وكالة تطوير الاستثمار.
ولأول مرة سيحضر في فيتا 2024، المدير التنفيذي لوكالة النهوض بالاستثمار الناميبي، إلى جانب إقامة عديد ورشات العمل و اللقاءات الثنائية التي ستطرح عديد القطاعات و المحاور و ستتطرق إلى التحديات التي تواجهها القارة في علاقة بتطوير الصناعة في إفريقيا.
وعموما من المنتظر أن يحضر منتدى تمويل الاستثمار و التجارة في إفريقيا 3000 مشارك و 1000 رجل أعمال أجنبي من 70 دولة من أوروبا و إفريقيا و آسيا و أمريكا و 100 مؤسسة مالية و دولية، الى جانب رؤساء غرف التجارة الإفريقية و وكالات الاستثمار و عدد هام من الوزراء.
وسيطرح المنتدى 7 محاور كبرى و 8 ورشات عمل، بالإضافة إلى تنظيم 10 ملتقيات.
وشدد رئيس مجلس الأعمال التونسي الافريقي أنيس الجزيري، على ان فيتا 2024 يُعد اكبر حدث إفريقي سيُنظم على أعلى مستوى خلال سنة 2024، و سيمكن تونس من التموقع مجددا كأكبر واهم منصة بالنسبة للشركات الأجنبية و الاسياوية و القارة الأمريكية للولوج لإفريقيا عن طريقها.
وردا عن سؤال يتعلق بمكانة تونس في افريقيا، أقر الجزيري أن صورة تونس اهتزت السنة الماضية عقب الإشكاليات التي حصلت مع عدد من افارقة جنوب الصحراء، الا أنه بتضافر جهود مختلف الأطراف المتدخلة تمكنت من تجاوز الأزمة.