تونس-افريكان مانجر
دعت دراسة أنجزها المركز التونسي للدراسات الاستراتيجية (تابع لمؤسسة رئاسة الجمهورية) بعنوان الامن الغذائي لتونس وخطة العمل في أفق 2035 الى تعديل السياسة الغذائية الوطنية و ذلك اعتمادا على رؤية واضحة تستجيب الى الاولويات المشتركة و المتداخلة مع التركيز على ديمومة عرض المنتجات الغذائية .
و قالت الدراسة بانه مــن أجــل ضمــان استدامة للغذاء في أفــق 2035 ينبغــي اتخــاذ إجــراءات متعددة على غرار العمل على ارساء سياسة غذائية موحدة بن كل القطاعات و تنفيذها بما يتماشى مع التحديات الجديدة في العالم .
و أشارت كذلك ذات الدراسة الى ضرورة إنشـاء هيكل مؤسسـاتي يتم الحاقه برئاسة الجمهورية او الحكومة يعلو هيكليا كل الــوزارات ويكــون مســؤولا عــن الامن الغذائي و يسهر على تطوير السياسة الغذائية و تنفيذها عبر تنسيق أفقي و عمودي .
و اعتبر المركز التونسي للدراسات الاستراتجية انه من غير الممكن توفير الغذاء الا من خلال انتاج فلاحي كاف و انتاجية متوافقة مع امكانيات القطاع الزراعي مما يتطلب تحسينا للانتاج و الانتاجية وذلك عبر مراجعــة الاهــداف والخيارات و تحديد سلاسل القيمــة الاســتراتيجية التــي يجــب التركيــز عليهــا من الزراعــات الكبـرى واللحـوم الحمـراء وإنتـاج الالبـان .
و رأت الدراسة ان توفير الغذاء يتطلب بالضرورة تسجيل زيادة في الانتاج الفلاحي عموما و خاصة المنتوجات الاساسية من خلال تسجيل زيادة في انتاج الحبوب و الحليب والبطاطا مع العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب و الحليب و اللحوم الحمراء .
و اعتبرت الدراسة ان تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب ممكن حيث ان واردات هذه المادة لا يتجاوز 20 بالمائة في المتوسط من الاحتياجات لذلك فــإن الاكتفاء الذاتــي قابــل للتحقيــق بنحــو كبيــر في أفــق 2025 مــع إنتــاج يبلــغ 12 مليــون قنطــا و ذلك عبر زيــادة مســاحات زراعــة القمــح الصلــب مــع العلــم أنــه مــن الممكــن زيــادة المســاحة الاجماليــة لزراعــة الحبــوب مــن 560.000 هكتــار إلــى 800.000 هكتــار داعيا الى سـتخدام البـذور عاليـة الجـودة و مقاومــة للشــح المائــي و الامــراض.
أما بالنســبة إلــى الحليــب، فان تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة بمقدار 600 مليون لتر بحلول سنة 2025 يتطلب مراجعة سياسـة أسـعار الحليب بهــدف تغطيــة تكاليــف الانتــاج وضمــان هامــش ربــح مقبــول وتحرير أسـعار البيـع للمنتجـين و للمســتهلك تدريجيــا بحسب ذات الدراسة .
و اعتبر المركز ان تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحليب يتطلب زيــادة في عــدد المواشــي الاصيلــة من السلالات النقية ذات الانتاجية العالية مع تطويـر معـدل معاجلـة الحليـب تدريجيــا ليصــل إلــى 97 بالمائة عــن طريــق الحد مــن دوائــر التجميــع الموازيــة وحديث وحــدات المعاجلــة التقليديــة.
و فيما يهم انتاج اللحــوم الحمــراء، فــإن الاكتفــاء الذاتــي قابــل للتحقيــق بحسب ذات الدراسة و ذلك بتطويــر الانتــاج بــ 1.6 بالمائة ســنويا و زيادة أعداد إناث الماشـية بنسـبة ٪1 سنويا.
و كل ذلك يتطلب ايضا نقلا عن ذات الدراسة تطوير انتاج الاعلاف و تكثيفها و تطوير مصادر علفية بديلة للمنتوجات المستوردة تكون مقاومة للتغيرات المناخية و الشح المائي تقوم على تثمين فواضل المحاصيل و الفواضل الصناعية في علف الماشية مع الحد من احتكار واردات الاعلاف و و تشيج المنافسة و تنظيمها .
هذا و تعاني تونس خلال السنوات الاخيرة نقصا في مادة الحليب و اللحوم الحمراء بسبب الارتفاع غير المسبوق في اسعار الأعراف دوليا و تراجع عدد الابقار نتيجة التهريب و ضعف الامكانيات لدى صغار الفلاحين مما يظطرهم الى بيع قطيعهم .
و لم يجد هذا القطاع الى الان رغم التدخلات الظرفية، حلولا جذرية لهذه المشاكل ليبقى الحال متواصلا في انتظار تنفيذ البعض من التوصيات الموجودة بهذه الدراسة .