تونس- افريكان مانجر
بعد مرور 24 ساعة فقط على إعطاء اشارة انطلاق استغلال الخطّ الحديدي E للشبكة الحديدية السريعة الرابط بين برشلونة وبوقطفة بالعاصمة، أظهرت بعض الصور المتداول على صفحات التواصل الاجتماعي، لقطار RFR تعرضه للتخريب حيث تمّ تكسير البلور.
ولا يختلف اثنان على أنّ خط الشبكة الحديدية السريعة مكسب وطني سيدعم قطاع النقل في تونس العاصمة، وجب المحافظة، غير أنّ ظاهر تخريب المعدات والتجهيزات من أبرز الإشكاليات التي حالت دون تحسن خدمات النقل العمومي.
وحول حقيقة الصور المتداولة وسبل وآليات حماية قطار RFR من عمليات التخريب التي قد تستهدفه، أكد لطفي شوبة الرئيس المدير العام الجديد لشركة تونس للشبكة الحديدية السريعة في تصريح لـ “افريكان مانجر” اليوم الخميس 23 مارس 2023، أنّ الصور تعود الى المرحلة التجريبية للخط، مشددا على الحفاظ على وسائل النقل مسؤولية جماعية، ولفت في هذا الصدد الى انه ضمانا لسلامة المسافرين حرصت الشركة على ان تكون مكونات المشروع مطابقة للمواصفات العالمية، وتحصلت على شهادة دولية في سلامة المنشآت والتجهيزات التابعة للخط E من مكتب دولي محايد ومختص في مجال سلامة النقل الحديدي إثر عملية تدقيق في كل مكونات الخط .
وتعد شهادة المصادقة على السلامة هي الأولى من نوعها في مجال النقل الحديدي في تونس.
وأفاد محدثنا انه تم إتخاذ العديد من الإجراءات لحماية عربات القطار الذي تم تدشينه يوم 20 مارس الجاري، حيث تم تركيز مركز أمن بكل محطة، إلى جانب تركيز كاميرات مراقبة في كل المحطات وفي كل الممرات السفلية والعلوية، كما أشار إلى وجود أكثر من 200 كاميرا مراقبة، علاوة على ربط غرفة قيادة القطارات بشبكة كاميرات كذلك.
وأضاف المصدر ذاته أنه تم ربط جميع وسائل التأمين بمركز برشلونة للشركة التونشية للسكك الحديدية وبشرطة النجدة، ودعا شوبة المواطنين إلى المحافظة على أسطول القطارات الذي سيُؤمن السفرات.
يشار الى ان الخط E يربط بين المحطات التالية: تونس برشلونة/ السيدة المنوبية/ النجاح/ الطيران /الزهور الحرايرية/ بوقطفة السيجومي، ويسمح هذا الخط بتواتر القطارات كل 7 دقائق وبسرعة تبلغ 120 كيلومتر في الساعة.
ويشمل الخط 3 جسور للقطارات وجسر للعربات و6 ممرات سفلية بالمحطات مجهزة كلها بمصاعد كهربائية ومدارج آلية وممر سفلي بباب الفلة إلى جانب 8 ممرات علوية للمترجلين منها 5 ممرات مجهزة بمصاعد كهربائية.
وقدرت الكلفة الجملية للقسط الأول من مشروع الشبكة الحديدية السريعة بــ1217 مليون دينار بتمويل من الدولة التونسية بنسبة 40 بالمائة وقروض خارجية بنسبة 60 بالمائة بما في ذلك هبة من الاتحاد الأوروبي قيمتها 28 مليون أورو.
وتبلغ طاقة استيعاب القطار 2400 مسافرا اثناء السفرة الواحدة ما من شأنه أن يُقلص من حدة الضغط على الحافلات بدرجة أولى والسيارات الفردية بدرجة ثانية حيث تؤمن السفرة الواحدة ما يمكن ان تؤمنه قرابة 50 حافلة أو أكثر من 600 سيارة فردية.
ومن المتوقع أن ينتفع بإنجاز القسط الأول من المشروع قرابة 600 ألف ساكن كما أنه يساهم بشكل كبير في الحد من الاكتظاظ المروري على الطرقات باعتبار طاقة الاستيعاب العالية للقطارات .
يُشار الى ان الشركة استكملت اشغال الخط E منذ جانفي 2022 لكن تواتر الاعتداءات والسرقات التي طالت تجهيزات هذا الخط حالت دون استكمال التجارب الفنية ما أجبر شركات المقاولات على إعادة تركيز عدد من الكوابل المُتلفة والمسروقة غير المتوفرة بالسوق المحلية وهو ما يتسبب في كل مرة في تأخير موعد بداية استغلال هذا الخط .
وفي موفّى شهر سبتمبر 2022 انتهت جميع الأشغال والتجارب الفنية للأنظمة المكونة للخط E لتنطلق الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية في سلسلة من التجارب التكميلية المتعلقة بالاستغلال إضافة الى إجراء التكوين الخاص بأنظمة هذا المشروع وسير القطارات بأنظمة التشوير.