تونس-أفريكان مانجر
أكّد محمّد بوعنان رئيس غرفة تجّار المخابز في تصريح خصّ به “أفريكان مانجر” أنّ تونس تنتج من الخبز أكثر من استهلاكها بكثير، ممّا جعل المخابز تخسر سنويّا أكثر من 50 مليون دينار ( قيمة الخبز الذي يتمّ إرجاعه إلى المخابز دون بيعه) مقابل 45 مليون دينار السنة الفارطة، هذا دون اعتبار الكميّات الهائلة التّي يتمّ رميها من قبل المواطنين بجانب “الزّبالة” والتّي يمكن أن تضاهي قيمتها أو تتجاوز قيمة الخبز الذي يتمّ إرجاعه إلى المخابز دون بيعه، ممّا يجعل من الخسائر تصل إلى حوالي 100 مليون دينار على حدّ تعبيره، وهي خسائر تتكبّدها في جلّها الدّولة التّونسيّة، باعتبار أنّ نسبة الدّعم بالنّسبة للخبز “العادي” تقدّر بـ 90 %.
وعن كيفيّة إتلاف هذه الكميّات من الخبز، أكّد نفس المصدر أنّه يتمّ بيعها إلى الفلاّحين (لإطعامها للحيوانات) بأسعار بخسة جدّا (سعر الخبزة لا يصل إلى 100 ملّيم)، أمّا بالنّسبة للخبز الأخر الذي يتم رصده بجانب “الزّبالة” فقد لوحظ أنّة يتمّ جمعه من قبل “البرباشة” ليبيعونه إلى أشخاص مختصّين في جمع الخبز بسيّاراتهم، مع الإشارة إلى أنّ الكيس ذو الحجم الكبير (50 قنطار) يباع بسبعة دنانير.
من جهة أخرى، أوضح محمّد بوعنان أنّ كلّ مخبزة تحصل على رخصة جديدة، تكلّف صندوق التّعويض 100 ألف دينار، مبرزا أنّ عدد المخابز بلغ اليوم 3100 مخبزة، منها 600 مخبزة عشوائيّة، مشيرا إلى أنّ ارتفاع عدد المخابز ساهم في بشكل مباشر في بلوغ هذه الخسائر.
وأضاف أنّ الغرفة قامت سنتي 2009 و2010 بإحصائيات فوجدت أنّ كلّ الجهات تصلها كميّات الخبز حسب حاجياتها دون تسجيل أيّ نقص، ورغم ذلك تمّ تسجيل ارتفاع كبير في الإنتاج خلال السّنوات الأخيرة نتيجة ارتفاع في عدد المخابز.
وعلى خلفيّة نفي وزارة التّجارة والصّناعات التّقليديّة التّرفيع في أسعار الخبر، أفاد رئيس غرفة تجّار المخابر أنّ الزّيادة في تسعيرة الخبز لابدّ منها سواء كان ذلك خلال موفى هذه السّنة أو خلال السّنة القادمة باعتبار أنّه سيتمّ مراجعة منظومة الدّعم في ميزانيّة 2014. من جهة أخرى أبرز أنّ سعر الخبز في تونس من أرخص الأسعار في العالم، ويتطلّب مراجعة لأنّه أضرّ كثيرا بمنظومة الدّعم، مبيّنا أنّ سعر الخبزة في فرنسا تقدّر بحوالي دينارين في تونس.
هدى