أكّد راشد الغنوشي الاربعاء 06 جوان 2012 على موجات شمس آف آم عدم رغبته في مواصلة رئاسة حركة النهضة وقال بأسلوب حاسم :” لن أترشح مجددا” في المؤتمر القادم للحركة الذي سيعقد من 12 إلى 15 جويلية 2012 .
وعن احتمال حصول انشقاقات داخل حركة النهضة، في حال مغادرته للحركة أكّد الغنوشي أنّ الوحيد والأوحد هو الله كل ما عدا ذلك متعدّدويمكن تعويضه
ومن جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة عامر العريض في تصريح لإذاعة اكسبرس أف أم أن حظوظ الشيخ راشد الغنوشي وافرة في اعادة انتخابه على رأس الحركة مجددا.
وكشف العريض عن ضغوطات من قبل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من أجل تفرغ راشد الغنوشي للنشاط داخله وعلّق قائلا ” ارادة أبناء الحزب في بقاء الشيخ ستنتصر على ارادة علماء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”.
ومن جانبه نصح زعيم حزب المجد عبد الوهاب الهاني النهضاوي السابق على أمواج شمس اف ام راشد الغنوشي بالابتعاد عن رئاسة الحركة الإسلامية في المرحلة المقبلة وذلك لمصلحة تونس ومصلحة الحركات الإسلامية مشيرا إلى أن الغنوشي مفكر عالمي ويجدر به المحافظة على سمعته الداخلية والخارجية.
ورفض عبد الوهاب الهاني سياسة المناشدة التي يريد البعض إدراجها داخل النهضة قائلا “الجميع يعلم قيمة الشيخ راشد الغنوشي في تعديل الكفة داخل حركة النهضة ولكن هذا لا يعني أبدا مواصلة التمسك بمنصب رئاسة حزب النهضة”. .
وذكّر ملاحظون بأن راشد الغنوشي عبر أكثر من مرّة عن رغبته في مغادرة رئاسة الحركة لفتح الباب أمام الكفاءات الصاعدة والاستجابة للعرض الذي لا ينفك يقدّمه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليتفرّغ للنشاط فيه الا أن مبادرات المناشدة انطلقت منذ مدة للاعلان عن التشبث به في رئاسة الحركة.
مبررات المناشدين عديدة ومتنوعة منها عدم نضج التناقضات وعدم تبلور صيغ للتحكم فيها حيث أن الحركة فوجئت كغيرها من الأحزاب والتيارات بالثورة . ووجدت نفسها بعد أشهر أمام استحقاق قيادتها دون أن تكون مهيّأة لانجاز المهمات المطروحة . ولم تحل عديد الاشكالات بين من كانوا في السجن ومن كانوا في الخارج في وضعية مريحة نسبيا خصوصا خلال السنوات الأخيرة .كما يستشف الملاحظون تناقضات بين الجيل الجديد المتفتّح على الآراء الحديثة وعلى النظريات الليبرالية المنسجمة مع اختيارات الشعب وبين القيادة التقليدية التي تتحيّن الفرصة لفرض الشريعة وتطبيق الحدود وفصل البنات عن الأولاد في المدارس .فضلا عما يوصف بالتناقضات الجهوية بين قيادات الحركة واطاراتها الوسطى .
واذا كان راشد الغنوشي يعدّ من القيادات التقليدية بحكم ثقافته وارتباطه بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين فان موقعه التاريخي جعل القيادات الوسطى تتشبث ببقائه على رأس الحركة لحين نضج التناقضات أو تبلور ميزان قوى ا يتيح لها المطالبة بدور لها مستقل في تسيير الحركة .