تونس- افريكان مانجر
أكد مصدر من اتحاد الشغل ما صرح به القيادي بهذه المنظمة سامي طاهري اليوم بشأن محاولات لدفع رئيس الحكومة مهدي جمعة للترشح للانتخابات الرئاسية رغم تأكديات هذا الأخير بعدم اهتمامه بالترشح لهذه الانتخابات.
وكشف اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2014 مصدر من الاتحاد العام التونسي للشغل ل” افريكان مانجر “أنّ أطرافا خارجية و “لوبيات” بصدد دعم حملة ترشيح رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة للانتخابات الرئاسية المقبلة، من دون الكشف عن هوية هذه الأطراف، مُشيرا الى أنّ هذه الأطراف تعتمد على النجاح النسبي الذي حققته حكومة مهدي جمعة في إدارة شؤون البلاد الى غاية الآن.
حملة انتخابية غير معلنة
كما أفاد ذات المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان مواصلة اصدار نتائج سبر الآراء دليل على ان جهات ما تقوم بحملة انتخابية غير معلنة لصالح رئيس الحكومة الحالية.
و أضاف محدثنا أن ما يمكن للاتحاد تأكيده هو كون خارطة الطريق التي أفرزت حكومة يراسها مهدي جمعة تنص على ان هذا الأخير و أعضاء حكومته غير معنيين بالانتخابات الرئاسية او التشريعية.
و في السياق ذاته أكد اليوم الناطق الرسمي للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري وجود سيارات تتنقل في بعض الجهات وتدخل للمصانع من أجل جمع الإمضاءات لفائدة رئيس الحكومة مهدي جمعة من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية.
كما قال سامي الطاهري في تصريح إذاعي إن اتحاد الشغل أبلغ مستشار رئاسة الحكومة بهذه المسألة مُطالبا بفتح تحقيق في الموضوع .
الانتخابات في الميزان
و تعليقا على إمكانية ترشح مهدي جمعة للانتخابات الرئاسية، أكد الطاهري أن الانتخابات لن تُجرى في صورة تقديم جمعة ترشحه.
وقال ممثل اتحاد الشغل انه إذا انتهج مهدي جمعة نهج الترشح للرئاسيات فذلك سيُحدث الكثير من التصادم والتفاعل والتجاذب.
ودعا الطاهري رئيس الحكومة إلى التفرغ لنشاطه وترك الأحزاب تستعد للانتخابات لأنه من الضروري تنقية المناخات على حد تعبيره.
و كان الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل قد طالب امس في تصريح ل” افريكان مانجر” رئيس الحكومة المؤقتة بالخروج مُجدّدا الى الرأي العام التونسي و إعلان موقفه رسميا ممّا تُروجه عديد المصادر و الشخصيات السياسية من أنّه سيُقدّم في غضون الأيام القليلة المقبلة ملف ترّشحه للرئاسية، مضيفا نّ بنود خارطة الطريق التي أفرزت الحكومة الحالية تنصّ على أنّ مهدي جمعة و أعضاء حكومته غير معنيين بالسباق نحو قصر قرطاج.
بقاء على راس الحكومة الى غاية فيفري 2015
و أوضح محدّثنا أن بعض الأطراف و الجهات تُحاول ارباك الوضع في تونس من خلال اثارة الموضوع في أكثر من مناسبة بالرغم من أنّ مهدي جمعة أعلن في وقت سابق أنّه غير معني بالانتخابات المقبلة، و عليه دعا ممثل المنظمة الشغلية رئيس الحكومة الى تحديد موقفه من الموضوع بشكل رسمي. كما أفاد سامي الطاهري أنّ بنود خارطة الطريق تنص على أن يُواصل جمعة مهامه في القصبة الى غاية 11 فيفري 2015، هذا و أكد المصدر ذاته أنّ اتحاد الشغل سيتخذ القرار المناسب في حال تقدم رسميا مهدي جمعة للانتخابات.
و في ظلّ تضارب الانباء بخصوص هذا الموضوع، قال أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد ل” افريكان مانجر” انه لا وجود لنص قانوني يمنع مهدي جمعة من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، كما بيّن أن التنظيم المؤقت للسلط العمومية و الاحكام الانتقالية لا تتضمن نصا يقضي بأن يستقيل رئيس الحكومة في حال دخوله السباق نحو قصر قرطاج.
في سياق متصل أفاد قيس سعيد أن رئيس الحكومة و أعضائها هم نتاج للحوار الوطني و قد تعهدوا بعدم خوض غمار الانتخابات، و بالتالي فإن القضية سياسية و أخلاقية.
و تنص خارطة الطريق على أن ” القبول بتشكيل حكومة كفاءات ترأسها شخصية وطنية مستقلة لا يترشح أعضاؤها للانتخابات القادمة تحلُّ محلّ الحكومة الحالية التي تتعهد بتقديم استقالتها، وتكون للحكومة الجديدة الصلاحيات الكاملة لتسيير البلاد، ولا تقبل لائحة لوم ضدها إلا بإمضاء نصف أعضاء المجلس الوطني التأسيسي ويتم التصويت على حجب الثقة عنها بموافقة ثلثي أعضائه على الأقل.”
رئيس الحكومة ينفي
و كان مهدي جمعة قد أكد مؤخرا عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة في تصريحات صحافية عديدة، مؤكدا ان هدفه هو انجاح المرحلة الاخيرة من الانتقال الديمقراطي وأنه مهمته تنتهي بنجاح الانتخابات .
بسمة المعلاوي