تونس- أفريكان مانجير
أقدم اليوم الأربعاء 30 ماي 2012، شابان تونسيان على محاولة انتحار في مقر معتمدية قابس الجنوبية بعد رفض معتمد الجهة مقابلتهما ومساعدتها على إيجاد عمل.
وقام الشابان بالاعتداء على أجسادهما بشفرات حلاقة حادة وهو ما أدى إلى حدوث نزيف مكثف من أجسادهما وتلطيخ بهو مقر المعتمدية بالدماء وهو ما أثار الرعب والصدمة بين صفوف المواطنين المتواجدين هناك الذين سارعوا بالاستنجاد بالإسعاف الطبي.
وحسب شهود عيان فإن نزيف الشابين تواصل الساعتين تقريبا قبل أن ينهارا ويسمحا بنقلهما إلى المستشفى.
ويبلغ الشابان اللذان حاولا الانتحار من العمر 24 و26 عاما، حسب شهادة والد أحدهما الذي صرح أن ابنه أقدم على مثل هذه الحركة الأليمة نتيجة حالة الإحباط التي يعيشها حيث أن كل أفراد أسرته من الشباب معطلين عن العمل بمن فيهم الأب وهو ما جعلهم عاجزين عن توفير أبسط مقومات العيش اليومي لهم.
وقال الأب في فيديو اطلع عليه “أفريكان مانجير” تم تسجيله اليوم، إن ابنه حاول ايجاد حل مع المسؤولين في قابس من وال ومعتمد لكن الأبواب أوصدت أمامه ورفض المسؤولون حتى مقابلته.
واتهم المصدر ذاته السلطات بجهة قابس بالمحاباة واستغلال النفوذ وقال إن المسؤولين يتجاهلون المواطنين المفقّرين رغم أنهم كانوا من المناصرين لحزب النهضة الحاكم حاليا، وهو ما أدى إلى حدوث محاولة الانتحار اليوم التي باتت تتكرر في مناطق عديدة من البلاد حتى بعد انتخابات 23 اكتوبر 2011.
يشار إلى أن أغلب المسؤولين الذين تم تعيينهم في ولاية قابس بعد الانتخابات هم من حزب النهضة وعلى رأسهم الوالي، علما وأن ولاية قابس، مسقط رأس زعيم النهضة راشد الغنوشي، تعتبر من أكثر الولايات المساندة لحزب النهضة في الانتخابات.
ورغم أهميتها الصناعية وتموقعها الجغرافي المهم وخاصة من خلال الميناء التجاري الذي تتمتع به، تعتبر ولاية قابس من بين الولايات التي تعاني من معدل بطالة مرتفع يتجاوز 20%.