تونس-افريكان مانجر
قدّمت الجمعية التونسية للنفط والغاز كتابا حول “قطاع الطاقة في تونس الحاصل و الآفاق”، تضمن قراءة تحليلية لمختلف نشاطات القطاع على مدى الـ 50 سنة المنقضية.
تفاقم الازمة
ورصد الكتاب الذي تمّ تقديمه خلال ندوة صحفية انعقدت الاربعاء 13 فيفري 2019، نسب انتاج الطاقة في تونس منذ 1969الى غاية سنة 2015، كما تطرق إلى مختلف الصعوبات والإشكاليات التي يشهدها القطاع في مختلف مجالاته.
وقد أفاد مصطفى حداد احد المشاركين في صياغة الكتاب وعضو جمعية النفط والغاز، ان تونس مرت من مرحلة كانت تستورد 10 % من حاجياتها الى 30 %،مبينا ان الازمة تفاقمت وازدادت حدة في الـ 9 سنوات الاخيرة، خاصة مع تفاقم الاحتجاجات والمطالب الاجتماعية وهو ما عطل العمل في مواقع الانتاج.
وارجع حداد في تصريح لـ “افريكان مانجر” أسباب تراجع إنتاج الطاقة بعد الثورة الى فقدان السياسة الطاقية الوطنية إلى إستراتيجية ورؤيا واضحة وهو ما خلق قطيعة بين الفنيين والسياسيين وهو بدوره ما دفع ببعض المستثمرين الأجانب الى مغادرة تونس.
التعامل بسلبية مع وضعية القطاع
كما اعتبر أن غالبية الأحزاب السياسية ومجلس نواب الشعب يتعاملون بسلبية مع التطورات التي يعيش على وقعها القطاع الطاقي.
اما بخصوص الجدل القائم بعد الثورة بخصوص ثروات البلاد الطاقية، نفى الحداد ما بخصوص وجود شركات أجنبية تستغل موارد البلاد دون وجه حق، داعيا إلى ضرورة الاطلاع على تاريخ الإنتاج و الطاقة في تونس على مدى الـ 50 سنة ماضية .
وقد اكد وزير الصناعة سليم الفرياني في تصريحات سابقة، ان تونس ستسعى خلال سنة 2019 الى صياغة مجلة محروقات جديدة ومتطورة أكثر استقطابا للمسثمرين الأجانب،مضيفا انه في حال استعاد قطاع الطاقة والمناجم نسق انتاجه السابق، فان تونس لن تكون بحاجة للاقتراض من صندوق النقد الدولي.
ويقول الوزير إنّ تجاوز العجز الطاقي الذي يتفاقم بسبب ارتفاع أسعار الطاقة على المستوى العالمي ممكن، وهو ما سيساهم في توفير الآلاف من ملايين الدينارات التي تصرف لدعم المحروقات.
وبين أهمية الإستكشاف والإستثمار في قطاع الطاقة الذي تراجع بشكل كبير حيث لم يتجاوز عدد الآبار التي تمّ حفرها خلال سنة2018 الـ 5، مقابل ما بين 15 و30 بئر في السنوات السابقة.
كما صرح الفرياني انه تلقى عديد نوايا الإستثمار في قطاع الطاقة من مؤسسات عالمية.