تونس-افريكان مانجر
أدى رئيس الجمهورية قيس سعيد ليلة أمس الثلاثاء 14 فيفري 2023 زيارة إلى مقر وزارة الداخلية، حيث اجتمع بعدد من القيادات الأمنية دون حضور وزير الداخلية الذي لم يكن موجودا كذلك خلال زيارة رئيس الدولة الى ثكنة الحرس الوطني بالعوينة في 31 جانفي المنقضي، فيما كان اخر لقاء معلن جمعهما في 26 جانفي 2023 بقصر قرطاج أين قدم وزير الداخلية توفيق شرف الدين التقييم السنوي حول التطرّف والإرهاب والجريمة المنظّمة.
وتمّ خلال هذا الاجتماع، التطرق، كذلك، لآخر الاستعدادات لتنظيم الدور الثاني لانتخابات أعضاء مجلس نواب الشعب مع التأكيد خاصة على ضرورة التزام كلّ الإدارات المعنية بالحياد التام.
ورغم تطور الأوضاع العامة و السياسية بالبلاد و تعدد الايقافات في صفوف عدد من رجال الأعمال و السياسيين، الا أن وزير الداخلية توفيق شرف الدين لم يظهر في الصورة، و كانت زيارات رئيس الدولة للمقرات الأمنية دون وزير الداخلية.
وهو ما دفع بالمتابعين للشأن السياسي الى التساؤل عن سر عدم تواجد الوزير توفيق شرف الدين، الى جانب عدم اعلان رئاسة الجمهورية عن أي لقاء على الرغم من المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد.
ويرى مراقبون، ان عدم حضور وزير الداخلية خلال الزيارات الفجئية مسألة عادية، فيما يعتبر البعض الاخر طول فترة عدم ظهور الوزير شرف الدين مسألة غريب وقد تدفع للتساؤل حول مدى تواصل الانسجام في مواقف توفيق شرف الدين مع توجهات الرئيس خاصة و أنه في الأشهر السابقة كانت اللقاءات متكررة بينهما.
كما يدفع الوضع الراهن الى التساؤل حول امكانية أن يشمل التحوير الوزاري القادم منصب وزير الداخلية، سيما و أن رئيس الجمهورية بصدد تغيير فريقه الحكومي حيث قرر في 6 جانفي انهاء مهام وزيرة التجارة وتنمية الصادرات فضيلة الرابحي، و اقالة والي صفاقس فاخر الفخفاخ، دون ذكر الأسباب.
كما قرر رئيس الجمهورية، اواخر الشهر المنقضي، إجراء تحوير جزئي على الحكومة عيّن بمقتضاه محمد علي البوغديري وزيرا للتربية خلفا لفتحي السلاوتي و عبد المنعم بلعاتي وزيرا جديدا للفلاحة والموارد المائية والصيد البحري خلفا لمحمود إلياس حمزة.
جدير بالذكر، فقد تحدث رئيس الجمهورية، خلال زيارته لمقر وزارة الداخلية في ساعة متأخرة من ليلة أمس، عن المجهودات التي تقوم بها مختلف مصالح وزارة الداخلية، على أن الواجب المقدس يقتضي اليوم حماية الدولة والوطن من الذين لا هم لهم إلا السلطة والمال ولا يتورعون في الارتماء في أحضان أي جهة أجنبية.
وأكد رئيس الدولة على أن الكثيرين حاولوا تفكيك الدولة ويحاولون اليوم بكل الطرق تأجيج الأوضاع الاجتماعية لبلوغ مآربهم المفضوحة وذلك بمزيد التنكيل بالشعب في معاشه وفي حياته اليومية.
وشدد رئيس الجمهورية في هذا اللقاء على ضرورة احترام القانون وعلى دور القضاء في إنفاذه فالجميع متساوون أمام القضاء و من حق الشعب التونسي أن يطلب المحاسبة ولا عذر لأحد في ألا يستجيب لهذا المطلب الشعبي المشروع.
وقد تم نهاية الأسبوع الماضي ايقاف رجل الأعمال كمال اللطيف و الناشط السياسي و رجل الأعمال خيام التركي، الى جانب الاحتفاظ بمدير عام اذاعة موزاييك اف ام و ونور الدين البحيري و لزهر العكرمي و رئيس مستقبل سليمان وليد الجلاد.