تونس- افريكان مانجر
قال الخبير والباحث في مجال الأسرة والطفولة، ابراهيم الريحاني، “إن النهوض بواقع الطفولة في تونس لا يحتاج أموالا طائلة وإنما يتطلب حوكمة رشيدة أساسها النهوض بالقوى المؤثرة في التنشئة الاجتماعية للطفل وخاصة منها الأسرة والمؤسسات التربوية”.
وقد اعد الخبير، الذي خص (وات) بحوار، مشروعا تنفيذيا للرقي بواقع الطفولة في تونس ضمنه 25 توصية قابلة للتنفيذ تهدف إلى حوكمة السياسة العمومية للطفولة في تونس قبل موفى سنة 2025.
ويرمي المشروع، الذي قدمه لرئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية، الى ارساء مقاربة شاملة تشاركية وتفاعلية بين مختلف الاطراف للنهوض بالطفولة التي تعيش في تونس صعوبات كبيرة اذ تطورت نسبة الفقر لدى الأطفال الى أكثر من 21 بالمائة سنة 2012 الى جانب ارتفاع حالات العنف المسلط على هذه الفئة الى 9027 سنة 2017 وارتفاع عدد المنقطعين عن الدراسة الى قرابة 120 الف منقطع سنويا.
وافاد الخبير أنه من الضروري في المقام الاول النهوض بوضع الأسرة باعتبارها حجر أساس الرقي بواقع الطفولة مقترحا في هذا الصدد سن قانون للعمل بنظام الحصة الواحدة من أجل توفير الوقت الكافي للأبوين لاسترجاع دورهما التربوي بعيدا عن الضغوطات النفسية والاقتصادية والاجتماعية سيما أن عديد الدراسات والبحوث أثبتت أن المردود في العمل لا علاقة له بتاتا بطول الساعات المقضاة في العمل.
ودعا ابراهيم الريحاني إلى إصلاح المنظومة التربوية عبر التأسيس إلى “مدرسة صديقة” تخصص فيها الحصة الصباحية لاكتساب التعلمات والمعارف فيما تخصص الحصة المسائية للتنشيط التربوي الاجتماعي، مثل ما هو معمول به جمهورية فنلندا، مطالبا بالقضاء على ما أسماه بـ “الفيروسات الهدامة ” للتعليم ألا وهي كثافة المواد المدروسة والواجبات المنزلية والدروس الخصوصية المرهقة للتلميذ و للأسرة و للمعلم.
واعتبر الخبير أن طول ساعات التدريس لا علاقة له بترسيخ المعلومات خاصة إذا ما ارتكزت هذه الحصص على الحفظ والحشو والتلقين، داعيا إلى ضرورة التركيز على التفكير الإبداعي والمواهب الخاصة والمهارات التواصلية في المناهج التربوية.
المصدر (وات)