تونس – افريكان مانجر
قال اليوم الثلاثاء 3 مارس 2015 رئيس المركز التونسي لدراسات الامن الشامل مختار بن نصر ل”افريكان مانجر” إنّ تهديدات الجماعات الإرهابية بتنفيذ عمليات ضدّ المدنيين تدخل في اطار الحرب النفسية بهدف خلق مناخ من الخوف في الشارع التونسي.
وأضاف المصدر ذاته أنّ الجماعات الإرهابية تُريد ان تجعل من الإرهاب ابرز مشاغل المواطن وهي أيضا بحسب قوله خطة لترويع المدنيين.
“مفخخات من برج الخضراء الى بنزرت”
ويأتي هذا التعليق على خلفية شريط فيديو نشره المكتب الإعلامي لما يسمى “ولاية برقة” الليبية التابع لتنظيم “داعش”، وتداولته عديد المواقع ظهر خلاله إرهابي تونسي وهو يوجّه تهديدات للنظام والشعب التونسيين. وقال المكنى “أبو طلحة التونسي” مخاطبا من أسماهم “طواغيت تونس” (أي السلطة الحاكمة): “سندككم في معاقلكم.. ستصل المفخخات من برج الخضراء إلى بنزرت.. سنأتيكم بالذبح”.
ولئن قلّل مختار بن نصر من جدّية التهديدات، فقد أفاد أنّ الوحدات الأمنية والعسكرية والديوانية أخذت الاحتياطات اللازمة على الجانب الليبي تحسبا لما من شأنه أن يُهدّد أمن وسلامة التراب التونسي. وأضاف المصدر ذاته أنّ الامن التونسي سيتصدى لكل اعتداء يطمس من حرمة الوطن.
وقال العميد السابق بالجيش الوطني مختار بن نصر إنّ تونس واعية بوجود خطر حقيقي على حدودها مع ليبيا خاصة في صورة نزوح عدد كبير من الليبيين إلى تونس، مشيرا الى أنّ الحكومة التونسية اتّخذت التدابير اللازمة لحمايتها.
وأكّد بن نصر تأمين الحدود التونسية الليبية مشيرا إلى تمركز وحدات الجيش والأمن والديوانة لصد أي خطر يهدّد تونس من هذه الجماعات الإرهابية المسلّحة.
وأضاف ان هذه الجماعات غايتها ليست الاستقرار في تونس وانما الهيمنة على ليبيا وبالتالي فهي لا تشكل اي خطر على تونس، مشدّدا على ضرورة “البعد كل البعد عن استقرار الحلف الاطلسي في ليبيا “، على حد تعبيره.
حركة عبور عادية في راس جدير
وتزامنا مع نشر فيديو يتضمن تهديدات بالذبح من شمال تونس الى جنوبها، قال وزير الاعلام والثقافة الليبي عمر القويري إنّ إمكانية قصف راس جدير وارد إذا أغلقت فجر ليبيا المعبر.
وحول هذا الموضوع أفاد مصدر ديواني ل”افريكان مانجر” أنّ الحكومة التونسية اخذت منذ مدّة الاحتياطات اللازمة، مُشيرا الى أنّ معبر راس جدير يشهد حاليا حركة عبور عادية.
إجراءات امنية مكثفة
ومنذ عملية ذبح المصريين في ليبيا فيفري الماضي، اعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني بلحسن الوسلاتي، أن الوحدات العسكرية مدعومة بوحدات الحرس الوطني والديوانة منتشرة في وضع دفاعي متكامل على كامل الشريط الحدودي البري والبحري مع ليبيا.
وأضاف بلحسن أن هذا الانتشار يهدف لـ”تأمين الحدود ومنع أي تهديد لسلامة التراب التونسي، أو أي محاولة لإدخال أسلحة أو تسلل عناصر إرهابية للبلاد”.
وقد عرفت الأيام الأخيرة إجراءات أمنية مكثفة، وذلك بهدف التصدي لكل محاولات تهريب سلع نحو ليبيا.
وقال المقدم بلحسن الوسلاتي، في تصريح صحفي إن “الوضع في ليبيا محل متابعة دقيقة من السلطات التونسية”.
كما شدد على “تكثيف الطلعات الجوية لمراقبة المجال الجوي والحدود البرية والبحرية لتونس، تؤمنها مروحيات وطائرات حربية تابعة للجيش الوطني”.