تونس-افريكان مانجر
اعتبر أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية، آرام بلحاج، أن كل أوراق حكومة نجلاء بودن بٌعثرت لعدة أسباب.
وأبرز بالحاج، أن أوراق الحكومة بُعثرت لأن الإتفاق مع صندوق النقد الدولي لن يتم في الأيام القليلة القادمة ولا يُوجد بديل في الظروف الحالية كما يسوَّقُ له.
وقال، في تدوينة نشرها على صفحته فايسبوك، ان البديل يمكن له ان يُوجد على المدى المتوسط والحكومة تعرف ذلك جيدا. وتساءل، عن أي بديل نتحدث علما وان احتياجات البلاد تقدر ب25 مليار دينار تقريبا لتمويل ميزانية الدولة؟ .
و تابع، “حتى الموارد المتأتية من السياحة والتونسيين المقيمين بالخارج وزيت الزيتون…لا تمكننا من تغطية الهوه الكبيرة بين احتياجات البلاد من العملة الصعبة والنفقات المهولة المبرمجة”.
و أضاف، انه من بين الأسباب الأخرى التي بُعثرت بسببها أوراق حكومة بودن، أن صندوق النقد سيتوجه حتما نحو مراجعة الاتفاق التقني الذي تم في شهر اكتوبر من السنة المنقضية، خاصة وان الفرضيات والتوازنات تغيرت بمرور نصف سنة تقريبا. رجح بالحاج، ان يطلب صندوق النقد الدولي برنامجا جديدا ويفرض المرور عبر نادي باريس، اذا ارتأت الحكومة إبقاء التعامل مع الصندوق.
وخلص أستاذ الاقتصاد، الى أن كل ما قامت به الحكومة من مجهودات في إطار برنامج الإصلاحات الهيكلية لم يعد صالحا، فلا اصلاح منظومة الدعم ولا ملف المؤسسات والمنشآت العمومية ولا إعادة النظر في النظام الجبائي الموجود في وثيقة إصلاحات الحكومة سيتم تطبيقه (حتى جزئيا) في ظل الإختلاف الكبير الحاصل في الرؤى مع السيد رئيس الجمهورية، وفق تقديره.
جدير بالذكر، فان رئيس الجمهورية قيس سعيّد، قال الخميس 6 أفريل 2023، خلال إشرافه على إحياء الذكرى 23 لوفاة الزعيم الراحل الحبيب بورڨيبة بالمنستير، قال ان “من نهبوا أموال تونس إلى الخارج لماذا لايعيدون أموالنا ولماذا لا يعيد الخارج الأموال المنهوبة إلينا؟”، مضيفا “أعيدوا إلينا أموالنا هذه أموال الشعب التونسي”.
و في إجابته على أسئلة الصحفيين بخصوص الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، قال “إن الاملاءات التي تأتي من الخارج وتؤدي إلي مزيد التفقير مرفوضة”.
وشدّد سعيّد على أن “البديل هو أن نعوّل على أنفسنا وأنّ السلم الأهلية ليست أمرا هيّنا “.