انتظم اليوم السبت 16جوان 2012 اجتماع بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة أشرف عليه الباجي قائد السبسي للاعلان عن مبادرته لتجميع القوى الوسطية والديمقراطية لتأمين المرحلة الثانية من الانتقال الديمقراطي ووضع أسس التداول على السلطة .
الاجتماع حضره عديد الشخصيات التي تنشط في اطار مبادرة الباجي قائد السبسي مثل الطيب البكوش والازهر العكرمي ومنذر بلحاج على ومحسن مرزوق الى جانب مسؤولين في أحزاب قريبة من المبادرة مثل أحمد ابراهيم عن حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي وكمال مرجان رئيس حزب المبادرة وغيرهما .
وقد أكّد الباجي قائد السبسي في كلمته التي دامت ساعة أن تونس لا يمكن أن تحكم الا بالوفاق مستندا في ذلك الى تجربة ما بعد الاستقلال التي جمعت كل القوى حول متطلبات بناء الدولة الحديثة والنهوض بالمجتمع .
وتباين في ذلك مع مساعي النهضة التي تريد الاستئثار بالحكم مع أحزاب ضعيفة وتشقها خلافات كبيرة مع السعي الى اقصاء القوى الفاعلة على غرار القوى الدستورية والوسطية بافتعال أحداث لتبرير تفعيل عزلهم من الحياة السياسية لمدة 5 سنوات بدعوى اشتراكهم في الفساد والقمع الذي كان يمارسه بن علي .
واعتبر الباجي قائد السبسي أن مبادرته تتجاوز صفوف المنضوين فيها الى كل القوى التي تؤمن بالديمقراطية وتريد أن توصل تونس الى بر الأمان باستكمال مرحلة الانتقال الديمقراطي .
واعتبر قائد السبسي أن كل القوى السياسية والاجتماعية ومنها الاتحاد العام التونسي للشغل لها مكان في المشروع الجديد .
وركّز على أهمية الحوار و اعتبر أن السلط الحالية غير ماضية فيه بالجدية المطلوبة . ووضع مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل عنوانا للحوار المطلوب حاليا .
ومعلوم أن عددا كبيرا من التونسيين ينتظرون أن تخرج مبادرة الباجي قايد السبسي، رئيس الحكومة السابق، إلى العلن وينتظرون أيضا الكشف عن تفاصيلها وأن تفضي الى نتائج تسهم في اعادة الاستقرار للبلاد والتعافي الى الاقتصاد .
ويرى بعض الملاحظين أن هذه المبادرة تشكل بديلا للحكومة الحالية التي منيت بهزيمة سياسية كبيرة خلال الاسبوع الماضي باستغلالهاأحداث عنف قام بها السلفيون وأرادت تلبيسه للقوى الوسطية على أمل القضاء على مبادرة قائد السبسي في المهد .
وقد رافق الاجتماع تجمّع لقوى قريبة من حركة النهضة ولسلفيين وقوى من اليسار المتطرف رفعوا شعارات منها : “التجمع ارحل ” تعاملت معهم قوات الأمن وأبعدتهم من محيط قصر المؤتمرات . كما تم استبعاد أحد الحاضرين تمادى في التشويش على خطاب قائد السبسي ودفع خارج القاعة .
وضمّن قائد السبسي عديد العبارات الساخرة من بعض المسؤولين الذين قالوا عنه ان عمره الافتراضي قد انتهى ومنهم رفيق عبد السلام وزير الخارجية مما أضحك الحضور أكثر من مرة.