تونس-افريكان مانجر
تعتبر صناعة النسيج و الملابس من القطاعات المساهمة بالدرجة الاولى في الناتج المحلي الخام للبلاد التونسية و محركا اساسيا للدورة الاقتصادية ، الا انها في الوقت نفسه تمثل مصدراً هائلاً لانبعاث الغازات الملوثة لتكون ثاني أكبر صناعة ملوّثة على الأرض بعد قطاع النفط.
و بحسب دراسة صادرة عن المنظمة الأممية للتنمية الصناعية فان صناعة النسيج والملابس في تونس تنتج سنويا 31 ألف طن من نفايات النسيج قبل الاستهلاك.
و اكد ممثل الامم المتحدة للتنمية الصناعية الاسعد بن حسين في هذا السياق،خلال ورشة خصصت لاختتام مشروع سويتش ميد المموّل من الاتحاد الأوروبي ، ان هذا المشروع ينبني على محورين اساسيين اولهما يرتكز على تطويرسلسة القيمة المحليّة لإعادة تدوير نفايات النّسيج بعد الإنتاج للحد من تاثيراتها على المحيط و ذلك عبر تنفيذ 3 مشاريع صناعية نموذجية تم من خلالها اعادة انتاج حوالي 46000 متر القماش و 27900 سروال جينز تحتوي على 20 بالمائة ألياف مرسكلة و ذلك عبر إعادة تدوير 7,5 طن من فضالات النسيج سنة 2023 .
و قد تمت كذلك معالجة دفعتين أخريين من النفايات يبلغ مجموعهما 7.8 و 8.7 طن على التوالي، مما سمح بتصنيع 88,850 طنا من سراويل الجينز وسيأدي إلى تقليل 17 طنًا من ثاني أكسيد الكربون.
اما المحور الثاني من مشروع سويتش ميد فيتمثل بحسب ممثل الامم المتحدة للتنمية الصناعية في تنظيم ورشات تكوينية لمساعدة المؤسسات في هذا القطاع على استعمال المواد الكيميائية المتطابقة مع بروتوكول “التصريف الصفري للمواد الكيميائية الخطرة (ZDHC)” ، مشيرا الى ان حوالي 88 مشارك قد تمتعوا بهذه الدورات .
من جهته ذكَر صابر بن كيلاني، مكلف بتسيير الإدارة العامة للنسيج والملابس بوزارة الصناعة والمناجم والطاقة خلال ذات الورشة بأهداف الاستراتيجية الوطنية لقطاعي الصناعة والتجديد في أفق سنة 2035 المطلقة من طرف وزارة الصناعة و التي تعمل على تشجيع مختلف المؤسسات الناشطة في القطاع على الانخراط في برامج الانتقال الطاقي والإنتاج الذاتي للكهرباء من الطاقة الشمسية الفولطاضوئية إلى جانب العمل على الاستثمار في مناطق التنمية الجهوية قصد إحداث مواطن شغل جديدة.
و اعتبر ذات المصدر أن مؤسسات قطاع النسيج مطالبة في تونس بتطبيق متطلبات الاقتصاد الاخضر او الدائري باعتبر ان الاتحاد الاوروبي اصبح يفرض في وارداته هذا النوع من المنتوجات .
و قال بن كيلاني في ذات الورشة انه في اطار الانتقال الإيكولوجي تم مؤخرا الانطلاق في إنجاز التجربة النموذجية لتثمين نفايات الملابس المستعملة لإعادة رسكلتها واستعمالها كطاقة بديلة بشركة جبل الوسط.
و أوضح بان التجربة تمت بالتعاون بين وزارة الصناعة و الديوانة التونسية و وزارة البيئة ليتم في مرحلة اولى الانطلاق في رسكلة حوالي 10 الاف طن من نفايات الملابس المستعملة ليتم استعمالها من طرف شركة جبل الوسط التي قامت هي بدورها بالاستثمارات اللازمة لتتمكن من تثمين هذه النفايات خلال عملية حرقها .
و شدد و انه بالانتهاء من تثمين كل الكمية المذكورة فستقوم وزارة البيئة بالتحاليل و الاختبارات المطلوبة لتتأكد من نجاح هذه العملية و المواصلة فيها أو توقفها .
هذا ويعمل قطاع النسيج والملابس على تحقيق التوازنات الاقتصادية والاجتماعية من خلال دوره في تعديل الميزان والتجاري وتطوير الصادرات واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وخلق مواطن الشغل إذ تحتل تونس المرتبة العاشرة في قائمة الدول الأوائل المصدرين للملابس الجاهزة للاتحاد الأوروبي خلال سنة 2023.
و يساهم بحوالي 29 % من مواطن الشغل بالقطاع الصناعي بأكثر 153 ألف موطن شغل و31 % من مجموع المؤسسات الصناعية وتنشط في القطاع حوالي 200 مؤسسة مندمجة لها تموقع عالمي تساهم ب75 % من إجمالي صادرات القطاع. وتوفر هذه المؤسسات منتجات ذات قيمة مضافة عالية و52 %من مواطن الشغل .
كما سجلت صادرات القطاع خلال الشهرين الأولين(جانفي -فيفري )من السنة الحالية 1572.5مليون دينار وبحساب الأورو 465 مليون أورو.
في حين بلغت صادرات سراويل الجينز إلى السوق الأوروبية 382 مليون أورو خلال سنة 2023 وتعد تونس المزود الأول للسوق الايطالية لهذا المنتج .