تونس- افريكان مانجر
أكثر من 35 ألف مهندس و3 آلاف طبيب تونسي غادروا البلاد خلال الـ 5 سنوات الأخيرة، كما شهدت هجرة الأساتذة الجامعيين تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة وبلغت 8 آلاف إطار من التعليم الجامعي من بينهم 1464 أستاذا جامعيا… أرقام مفزعة بخصوص هجرة الادمغة في بلادنا، يدعمها أيضا تقرير صادر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الذي صنف تونس في المرتبة الثانية عربيا بعد سوريا في هجرة الكفاءات.
المهندس الواحد يتكلف على الدولة 100 الف دينار
وحول هذا الموضوع، إلتقت “افريكان مانجر” عميد المهندسين التونسيين كمال سحنون فأكد لنا أنّ ثلث المهندسين هاجروا خلال الـ 5 سنوات الأخيرة بمعدل 6500 مهندس سنويا، لافتا إلى أنّ الرقم لم يكن ليتجاوز الـ 3500، غير أنّه ارتفع وتضاعف خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف انّ من إجمالي 100 ألف مهندس فضل أكثر من 35 الف السفر والمغادرة للعمل في دول أخرى، مُعتبرا أنّ “تونس تُهدي سنويا 650 مليون دينار لاقتصاديات العالم على طبق من فضة”، بإعتبار ان تكوين مهندس واحد في كل المراحل، يُكلف المجموعة الوطنية نحو 100 ألف دينار.
وقال مُحدثنا إنّ المهندس في تونس وبعد ان يكتسب الخبرة ويُصبح خالقا للثروة يُهاجر، وأفاد ان العديد من العوامل تدفع بالكفاءات الى الرغبة في الهجرة منها أنّ مناخ الاستثمار غير جاذب.
وتعدّ الدول الأوروبية وامريكا وكندا والولايات المتحدة الامريكية في طليعة الدول التي تستقطب التونسيين وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
الفلاحة والمقاولات في هذه البلدان
ومن الملاحظ اليوم أنّ دول الخليج والعديد من البلدان الافريقية باتت تستقطب جميع الاختصاصات وهناك اقبال كبير على مجالات الفلاحة والبنية التحتية والمقاولات..
ويصف البعض استفحال ظاهرة هجرة الادمغة بـ “المأساة” بإعتبار ان البلاد تشكو نقصا كبير في العديد من الكفاءات، فالمستشفيات التونسية تحتاج حاليا الى نحو 3 آلاف طبيب في المقابل يغادر سنويا نحو 800 طبيب يتمتعون بخبرات وكفاءات عالية معترف بها دوليا.
ويرى مدير عام الوكالة التونسية للتعاون الفني البرني الصالحي إنّ السنوات الأخيرة سجلت اقبالا متزايد من أصحاب الشهائد العليا وذوي الخبرة سواء المهندسين او أطباء الاختصاص أو الأساتذة الجامعيين، ويُعزى ذلك لعدة أسباب أهمها الرغبة في تحسين الوضع المالي او إلحاق الأبناء بمدارس أجنبية الى جانب أسباب تتعلق بالوضع العام بالبلاد.
وصرح لـ “افريكان مانجر” أنّ وكالة التعاون الفني بين نارين، أي أنها بين تلبية رغبات المسجلين الباحثين عن وظيفة بالخارج وبين نقص الكفاءات في بعض الاختصاصات، وتبعا لذلك تحرص الوكالة على التشاور مع مديري المؤسسات العمومية عندما يتعلق الأمر بأحد موظفي القطاع العام وعندما ترفض فان الوكالة تُلغي إجراءات الانتداب بالخارج.
هجرة الكفاءات في ارقام
وتقول دراسات صادرة عن الجامعة العربية و منظمة يونيسكو و البنك الدولي إنّ منطقة الشرق الأوسط و العالم العربي يساهمون في ثلث هجرة الكفاءات من البلدان النامية، وتعبر ان هناك 50% من الأطباء و 23% من المهندسين و 15% من مجموع الكفاءات والعقول العربية يهاجرون الى دول أوروبا و استراليا و كندا و غيرها من البلاد.
و ذكرت ذات التقارير أن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون الى بلادهم، و يشكل العرب لوحدهم 34% من مجموع الأطباء في بريطانيا. ويهاجر نحو 100 ألف من العلماء و المهندسين و الاطباء في كل عام من ثمانية أقطار عربية وهي مصر، الاردن، العراق، تونس، المغرب و الجزائر.
وقدر تقرير التنمية البشرية للعالم العربي في 2016 أن تونس تأتي في المركز الثاني عربيا بعد سوريا من حيث هجرة الأدمغة إلى الخارج. وقدرت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في 2017 عدد الكفاءات العلمية التونسية التي هاجرت إلى الخارج منذ 2011 بـ 94 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 25 و45 سنة.