تونس –افريكان مانجر
تمّ مُؤخرا إحالة 20 عونا أمنيا على النيابة العمومية للتحقيق معهم على خلفية الاشتباه في تورطهم في تعذيب مساجين وموقوفين، في وقت تم التأكيد فيه
واستنادا الى ما افاد به مؤخرا محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية في تصريح صحفي فإنّ المؤسسة الأمنية لا تتهاون بحدّ قوله في تتبع كلّ من يُشتبه في ممارسة أي شكل من اشكال التعذيب ضدّ المساجين.
إيقاف 4 أعوان في حادثة وفاة موقوف
وأكد العروي انّه تمّ إيقاف 4 أعوان عن العمل وإحالتهم على القضاء للتحقيق معهم في قضية وفاة الموقوف محمد علي السويسي، حيث اكدت عديد المنظمات الحقوقية ان هذا الأخير توفي تحت التعذيب. وأوضح ممثل الوزارة ان الحالات الموجودة والشهادات بخصوص وجود تجاوزات في التعامل مع السجناء او الموقوفين هي حالات منعزلة ولا ترتقي الى مرحلة التعذيب حسب تعبيره مضيفا انه لا افلات من العقاب.
ويأتي توضيح محمد علي العروي على خلفية موجهة الاتهامات الموجهة اليها، جرّاء ما أسمته بعض الأطراف تواصل ممارسات التعذيب في المؤسسات السجنية ومراكز الإيقاف.
وزارتا العدل والصحة ترفضان الاجابة
من جانبها اكدت رئيسة الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب راضية النصراوى ان تعذيب الموقوفين والسجناء متواصل في ظل ما وصفته بغياب ارادة سياسية واضحة لوقف هذه الممارسات.
وانتقدت في تصريحات صحفية ما وصفته بانعدام الاصلاحات في مستوى الادارة السجنية والمنظومة الامنية في تونس حتى بعد الثورة، ودعت النصراوى الاحزاب والفرقاء السياسيين للاهتمام بهذه الظاهرة وادراجها في صلب عملهم السياسي قائلة ان الفئات الفقيرة تبقى الاكثر عرضة لممارسات التعذيب والتنكيل.
وقالت النصراوي إنّها لا تثق كثيرا في تقارير الطب الشرعي، مُؤكدة انه سبق وان صدرت في العهد السابق عدّة تقارير حول وفاة سجناء وموقوفين وكانت مًزورة بحدّ قولها. كما أكدّت انه القضاء ينظر حاليا في ملفات الطبيب الشرعي لاتهامات بتزييفه الحقيقة في تقارير سابقة.
وقد كان ل “افريكان مانجر” اتصالا بوزارتي الصحة والعدل للحصول على موقف من تصريحات النصراوي المتعلقة بتزوير الحقيقة في تقارير الطب الشرعي، إلا أنّه لم يتم تمكيننا من المعلومة اللازمة.
سجن النساء
وحول هذا الموضوع أكد اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2014 النقابي الأمني الحبيب الراشدي ل “افريكان مانجر” ان التعذيب مازال موجودا في السجون التونسية حتى بعد 3 سنوات من الثورة، مُشيرا الى ان التعذيب يمكن ان نفسي او جسدي.
وأوضح الراشدي ان التجاوزات والانتهاكات كثيرا ما يتم اللجوء اليها في مراحل التحقيق لانتزاع الاقوال، كما قال محدّثنا إنّ سجن النساء لا يخلو من تجاوزات وانتهاكات لحقوقهنّ.
24 منظمة تُحذر من تواصل التعذيب
وقد نبهت امس الخميس 24 منظمة وجمعية حقوقية فى بيان مشترك الى تواصل ممارسات التعذيب وسوء المعاملة فى مراكز الاحتجاز والسجون فى تونس ما بعد الثورة وسط الافلات من العقاب، واعتبرت هذه المنظمات والجمعيات الحقوقية فى بيانها أن الاصلاحات القانونية والموسسية التى تم الشروع فيها خلال الفترة الانتقالية لم ترتق الى اكتساب الفاعلية والنجاعة اللازمتين, وحثت السلطات التونسية على التقيد بالاحترام الصارم لالتزاماتها الدولية والوطنية واتخاذ أجراءات فعلية فاعلة وعلنية وفتح تحقيقات جدية وشفافة فى اجال معقولة من أجل محاسبة مرتكبى التعذيب وانصاف الضحايا.
ورأت الجمعيات ان تواصل ما وصفته بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان يترجم عن غياب مقاربة كلية من أجل مناهضة فعلية للتعذيب والمعاملات القاسية واللاإنسانية والمهنية، ومن بين المنظمات الموقعة على هذا البيان منظمة العفو الدولية والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والمجلس الوطني للحريات فى تونس.
كما وقعت على البيان التنسيقية الوطنية المستقلة للعدالة الانتقالية والفدرالية الدولية لحقوق الانسان وجمعية حرية وانصاف والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمنظمة التونسية لمناهضة التعذيب والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب.
يذكر أن وفاة كل من الموقوف محمد على السنوسى 3 أكتوبر الحالى والسجين على بن خميس اللواتى 25 سبتمبر 2014 أثارت جدلا بعد أن نبهت منظمات حقوقية الى الاشتباه فى تعرضهما للتعذيب.