تونس- افريكان مانجر
افاد اليوم الاثنين، كاتب دولة المكلف بالمناجم ، الهاشمي الحميدي أن ” الشركة التونسية للسكك الحديدية مطالبة بالقيام بدورها و الالتزام بتعهداتها المتعلقة في نقل انتاج الفسفاط”.
و شدد الحميدي في حوار خص به موقع “افريكان مانجر” على أهمية هاته الخطوة خاصة في الوقت الحالي الذي شهد فيه الإنتاج ارتفاعا ملحوظا يقدر بنسبة30 بالمائة بالمقارنة مع السنوات الأخيرة للثورة.
ومن المتوقع ان يتضاعف انتاج الفسفاط خلال السنة الحالية و ذلك بالمقارنة مع العام الماضي في ظل تراجع وتيرة الاحتجاجات وارتفاع الإنتاج ليبلغ ما نسبته 300ألف طن الى حدود اليوم و الذي من المنتظر ان يتجاوز 490الف طن مع نهاية شهر فيفري الحالي رغم دخول المغسلة عدد 1 و عدد 2 بالمظيلة في البرنامج السنوي للصيانة.
و قال محدثنا “انه يأمل بأن يصل الإنتاج إلى حوالي 6.5 مليون طن بنهاية العام الحالي بعدما بلغ نحو 3.7مليون طن العام الماضي”. وهو ما سيساعد حتما في دعم الاقتصاد التونسي العليل الذي يعاني من تراجع عائدات قطاع السياحة بعد هجمات كبرى وهبوط صادرات الفسفاط نتيجة تعطل الانتاج في أكثر من مرّة حسب تعبيره.
وتصدر تونس حوالي 80 بالمائة من إنتاج الفسفاط إلى أكثر من 20 سوقا خارجية فيما تخصص الـ20 بالمائة الباقية للسوق المحلية، إلا أن موجات الاضرابات في سنوات ما بعد الثورة اضافة الى تنامي المطالب الاجتماعية ، تسببت في فقدان تونس لعدد من اسواقها الخارجية و التي تأمل الحكومة الحالية في اعادة استقطابها خاصة الاسواق الأوروبية التي تستحوذ على حوالي 75 بالمائة من صادرات تونس.
و يذكر أن حصة تونس من صادرات الفسفاط في الأسواق العالمية من 4.5 بالمائة في 2010 إلى 3.2 بالمائة في 2015، وفقا للإحصائيات الرسمية
الشركة التونسية للسكك الحديدية غير قادرة على توفير المعدات
و رغم بوادر الانتعاشة، أبدى محدثنا تخوفاته خاصة ظل ارتفاع نسق انتاج الفسفاط بالمقارنة بالأسطول الموجود.
و أكد كاتب الدولة للمناجم في هذا السياق، أن الشركة التونسية للسكك الحديدية غير قادرة اليوم، على الالتزام بتعهداتها و توفير المعدات الضرورية لنقل كل الإنتاج رغم مجهودات شركة فسفاط قفصة التي قررت الترفيع في سعر نقل الطن الواحد من الفسفاط من 6,5 دينار الى 10دنانير.
بالإضافة الى ذلك، عمدت ايضا الى تمكين الشركة التونسية لسكك الحديدية من تسبقة قدرها 200 مليون دينار لشراء قاطرات جديدة. و مع ذلك لم تلتزم الشركة بتعهداتها و لم تتكمن من نقل إلا 1,8 مليون طن علما و ان الكمية المتفق عليها كانت في حدود 3,8 مليون طن.
و أقر بالتالي بوجود اشكال مطالبا بضرورة إيجاد حل جذري لهذه المسألة، وفقا لما أكده الحميدي.
خسائر فادحة و لا مفر من اللجوء الى النقل البري
و أما صعوبة الوضع الحالي و عدم التزام الشركة التونسية للسكك الحديدية بتعهداتها، تم اللجوء الى شركات النقل البري قصد تجاوز هذه الإشكالية خاصة امام ارتفاع نسق الإنتاج و وجود مخزون إضافي يقدر 1,2مليون طن.
و في هذا السياق، تم نشر طلب عروض في الغرض لاختيار شركة خاصة تقوم بهذه المهمة و سيتم الفرز خلال النصف الأول من شهر افريل المقبل، وفقا لما أعلنه المسؤول.
و رغم ذلك، أبدى محدثنا امتعاضه من هذا التوجه باعتبار ان هذه الصفقة ستكبد الحكومة و خاصة شركة فسفاط قفصة خسائر فادحة نظرا لأن سعر نقل الفسفاط سيتضاعف بالمقارنة مع السعر المتداول من قبل شركة التونسية لسكك الحديدية. ذلك ان كلفة نقل الطن الواحد من الفسفاط عن طريق الشاحنة تترواح بين 22 و 24 دينار.
وئام الثابتي