الارتفاع الجنوني لأسعار بعض المنتوجات الغذائية في تونس : إلى أين ؟ من يقف وراءه؟ ماهي طرق التصدي له؟ ثم ماهي مخططات وزارة التجارة تحديدا للتصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت تقلق المستهلك التونسي وخاصة “الزوّالي “؟….
أسئلة أردنا أن نجد لها إجابات واضحة اليوم,الاربعاء خلال ندوة صحفية عقدتها وزارة التجارة بمركز النهوض بالصادرات لتسليط الضوء على الوضعية الحالية للأسعار وسبل مقاومة هذه الظاهرة,لكن يبدو أن الوزارة التي تحدثت عن خطة جديدة وصفها رئيس ديوان وزير التجارة,سمير عبيد بالتغيير العميق ستقتصر على تغيير دور المراقبة التي كانت تعرف سابقا بالمراقبة “الزجرية” إلى استعمال لغة الحوار والتحسيس.
هذه النقطة جعلتنا نتساءل عن جدوى هذا الحوار خاصة وأن رئيس الديوان قال أن نتائجه ستستغرق الكثير من الوقت ولن تكون ثماره مباشرة وملموسة و أيضا عن مدى تأثير بطء هذه العملية على سير حياة المواطن العادي وذوي الدخل المحدود الذين ينتظرون حلولا عاجلة ومجدية و ما إذا كان اللجوء إلى هذا الحل يعتبر استسلاما وعجزا في تطبيق القوانين على المخالفين؟
رئيس الديوان قال أن القانون في حد ذاته لا يمكنه ردع هذه الظاهرة (خطية ضعيفة) لذلك تم اللجوء لهذه الطريقة وذكر أن فرق المراقبة الاقتصادية قامت منذ تاريخ 22 فيفري إلى اليوم ب40.000 زيارة مكنت من تسجيل 2500 مخالفة,مشيرا إلى أنه تم تسجيل تجاوب مع برنامج التحكم في الاسعار خاصة في بعض الجهات على غرار مدينة بنزرت التي لقيت تجاوب 24 تاجرا.
وأضاف عبيد أن اللجوء إلى الحوار هو خيار وليس اضطرارا, حيث بإمكانه أن يفرز نتيجة أحسن من استعمال القوة ,كما أنه مكوّن من مكونات برنامج الوزارة الذي يضم في مرحلة أولى المعالجة الآنية لهذه الظاهرة و ثانيا إصلاح الاطار القانوني وصياغة عديد المقترحات الاخرى التي سيتم طرحها قريبا على المجلس الوطني التأسيسي لتحسين الجهاز الرقابي وتحفيز المراقبين الاقتصاديين,علما وأنه سيتم العمل على انتداب 100 مراقب اقتصادي خلال الايام القريبة المقبلة(على المدى المتوسط).
وأشار رئيس ديوان وزير التجارة أنه تم التركيز منذ انطلاق البرنامج على 12 منتوجا يمثلون أهم مكوّنات قفة المواطن منها الطماطم والفلفل واللفت والبصل والجلبانة والحوت……وأكد أن هذه المنتوجات قد شهدت انخفاضا ملحوظا في أسعارها لكن يبقى الاشكال قائما في تونس الكبرى التي لم يتم التمكن إلى حد الان من الضغط على هذه الاسعار فيها.
وذكر رئيس الديوان أن الدولة التونسية ستستورد قبل نهاية هذا الشهر 3000طن من البطاطا من مصر و5 آلاف طن من اللحوم من ألمانيا وفرنسا,مؤكدا أن الاحتمال يبقى وارد أيضا لاستيراد لحم الدجاج .
شادية الهلالي