تونس – افريكان مانجر
كشف رئيس الحكومة الحبيب الصيد أنّ الوضع الاقتصادي التونسي حرج، يبعث على الانشغال وهو ما تؤكده المعطيات والمؤشرات ذات العلاقة حسب قوله.
وأكد الحبيب الصيد في حوار نشرته صحيفة “الشروق” الصادرة الاحد 8 مارس 2015 أنه يدرك جيدا واقع الموظفين ويتألم لإضراب الأساتذة.
وأوضح المصدر ذاته ان مؤشرات المالية العمومية شهدت تدهورا كبيرا تبعا لتعمق انعدام التوازن بين الارتفاع غير المسبوق في النفقات لاسيما المتصلة بالأجور والدعم من جهة ، والتطور البطيء للموارد الذاتية من جهة أخرى.أما المديونية فإنها تناهز 53٪ من الناتج المحلي الاجمالي، مع الملاحظة ان المديونية العمومية تفاقمت خلال سنة 2014 بما يناهز خمسة مليارات دينار اضافية.
نصف ميزانية الدولة موجهة للأجور
وردّا على ما كان قد صرّح به محافظ البنك المركزي الشادلي العياري بخصوص صعوبات تمكين الموظفين من أجورهم ومرتباتهم، أكد رئيس الحكومة أن الوضع الاقتصادي بالفعل هو صعب ولكنه لا يصل الى حدّ عدم تمكين الموظفين من أجورهم. مضيفا ان المؤشرات بصدد التحسن اعتمادا على بعض الاتفاقيات التي تم ابرامها علما ان نصف ميزانية الدولة تقريبا نصفها يوجه لأجور ورواتب الموظفين وهو مستوى لم تبلغه ميزانية الدولة في السابق.
بالمرصاد لكلّ الخروقات
وبخصوص حادثة اقتحام 100 شاحنة لمعبر رأس جدير، قال رئيس الحكومة إنه تم إيقاف الشاحنات المذكورة واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة. كما تم القيام بتحقيق للوقوف على كافة ملابسات وظروف هذه الحادثة.
وأكد في هذا السياق أن الحكومة ستكون بالمرصاد لكل الخروقات والمخالفات مهما كان مأتاها.
اتحاد الشغل والاضربات
ومع تصاعد وتيرة الاضرابات، قال الصيد إن الفترة الأخيرة شهدت عدة اضرابات لأسباب مختلفة تعود الى ما قبل تكوين الحكومة الجديدة والى تراكمات سابقة.
واكد ان حكومته حريصة كل الحرص على توخي منهج التشاور والحوار مع كافة الأطراف الاجتماعيين وفي مقدمتهم الاتحاد العام التونسي للشغل.
واوضح المصدر ذاته أن كل الاشكاليات المطروحة يمكن فضّها بالحوار في كنف التوفيق بين تطلعات العاملين بالفكر والساعد وبين واقع الاقتصاد الوطني وتواضع الامكانيات المتاحة ومراعاة المصلحة الوطنية.
وتندرج في هذا الاطار المفاوضات الاجتماعية الجارية والحرص على أن تشمل المفاوضات القادمة سنتين أو ثلاث سنوات بما يمكّن من التفرغ للعمل والانتاج وتعزيز السلم الاجتماعية.
وقال رئيس الحكومة انه وبالرغم للتطلعات المشروعة لمختلف قوى العمل والانتاج فإن الوضع الاقتصادي الحالي والتحديات الجسيمة المطروحة لا تحتمل المطلبية المشطة وتعطيل آلة الانتاج حسب قوله.
“داعش” ليست على الأبواب
وفيما يتعلق بالتداعيات الخطيرة لما يحدث في ليبيا الشقيقة، قال رئيس الحكومة إنّ ليبيا الشقيقة تمرّ بأوضاع حرجة ودقيقة لا يمكن فضها الا باللجوء الى الحوار والتوافق ونبذ الصراع والتناحر.
وأضاف أن كل ما يجري في هذا البلد الشقيق يهمّ بتونس صفة مباشرة بحكم الجوار وتداخل وترابط المصالح.
ولئن شدّد المتحدث ذاته على أنّ تونس تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا فإنها على استعداد للقيام بكل ما من شأنه المساعدة على تسوية الخلافات والنزاعات في هذا البلد الشقيق بالحوار والطرق السلمية باعتبار ذلك الوسيلة الوحيدة للخروج من الأزمة القائمة وتفادي الأسوأ.
وردّا على من يقول إنّ داعش على الأبواب، اكد الحبيب الصيد أنّ هذا غير واقعي بالمرة باعتبار ان داعش موجودة في درنة التي تبعد عن الحدود التونسية مسافة لا تقل عن ألف كيلومتر وهذا لا يعني ان الخطر غير موجود بل لابدّ من اليقظة المستمرة خاصة بالنسبة الى جبل سمامة والشعانبي.
وفي كل الحالات فإنني أطمئن الشعب التونسي ولا داعي للهلع والفزع.
برنامج الحكومة من برنامج نداء تونس
واكد المصدر ذاته ان الحكومة تسعى اليوم الى وضع المصلحة الوطنية في مقدمة الاهتمامات والاعتبارات مشيرا الى ان برنامج الحكومة مستمدّ أساسا من برنامج حزب نداء تونس، الحزب الذي فاز بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الى جانب أخذ برامج ومقترحات بقية الاحزاب الممثلة في الحكومة بعين الاعتبار والاستئناس بآراء ومقترحات المنظمات الوطنية ومكوّنات المجتمع المدني.
واشار الصيد الى الحكومة والأحزاب والمنظمات ومكوّنات المجتمع المدني والمواطنين مدعوون جميعا الى أن يكونوا في مستوى متطلبات المرحلة وخاصة منها تدعيم أسس الدولة المدنية وكيانها والحفاظ على النمط المجتمعي الذي ارتضاه التونسيون لأنفسهم منذ الاستقلال وصيانة استقلالية القرار الوطني وترسيخ الاستقرار السياسي والاجتماعي ورفع التحديات التنموية المطروحة.