تونس-افريكان مانجر
تشهدت تونس منذ دخول صيف سنة 2014 عددا كبيرا من الحرائق المتتالية و في مناطق مختلفة شملت المناطق الداخلية و العاصمة أين يتمركز عدد كبير من الغابات و من المناطق الزراعية و من المحميات الطبيعية مما جعل جملة من الخبراء يتحدثون عن نوع جديد من الإرهاب يتنزل في خانة ما يعرف بالإرهاب البيئي أو في جرائم الدولة .
وكان من أحدث هذه الحرائق تلك التي حصلت يوم الجمعة الماضي بجبل سيدي عسكر من معتمدية طبرقة وتسبب مبدئيا في تدمير أكثر من هكتارين من غابات الصنوبر وحريق بجبل بوالارباح بوادي مليز وقد أتى إلى حد الآن على أكثر من 60 هكتارا
أكثر من 40 حريقا في شهر و نصف
وشهد النصف الأول من شهر جوان حوالي 25 حريقا في مناطق مختلفة كان اغلبيها في المناطق الداخلية بينما شهد النصف الثاني من نفس الشهر اندلاع حوالي عشرة حرائق بينما شهد بداية شهر جويلية حوالي ستة حرائق موزعة على مناطق مختلفة .
و أسفرت هذه الحرائق عن إتلاف عدد كبير من الثروة الغابية و الزراعية التونسية خاصة و أن أغلبها أتى على ألاف الهكتارات الزراعية .
لولايات الشمال الغربي نصيب الأسد
في هذا السياق أوضح كاهية مدير حماية الغابات بالإدارة العامة للغابات بوزارة الفلاحة« سمير بلحاج صالح » أن ولاية الكاف تصدرت قائمة أكثر الولايات التي شهدت حرائق في أراضي الحبوب أتت فيها الحرائق على 202 هكتار فولاية سليانة , تليها باجة و من ثم القصرين فجندوبة ، علما وأن إجمالي المحاصيل من القمح والشعير التي تضررت قد بلغت 238 هكتار.
الحرائق الكبرى في تونس
و يبقى حريق منتزه النحلي بولاية أريانة و الذي قدرت فيه المساحة التي تم إتلافها تقريبا ب 59 هكتارا، بأخطر و أكثر الحرائق التي كان لها اثر في نفس المواطن التونسي مع العلم و أنّ المساحة الجملية للمنتزه الذي يقع قرب تونس العاصمة تقدّر ب 225 هكتارا.
بالإضافة إلى أربعة حرائق أخرى نشبت في ولاية جندوبة أتت على أكثر من 30 هكتارا مــــن الحبــــوب والقــــش و حريق أخر نشب بإحدى مزارع الحبوب الواقعة في منطقة زواغة التابعة لولاية باجة أتى فيها الحريق على حوالي 10 هكتارات من صابة القمح لهذه السنة أحدثها ثلاثة حرائق في اول اسبوع من شهر جويلية ، في مناطق مختلفة في ولاية باجة أتت على 40 هكتارا من الأراضي الغابية والزراعية.
كما نشب حريق أخر بأشجار غابية في شكل جيوب كبيرة ومتفرّقة أتت على مساحة 11.8 هكتار بجبل بوقرنين بحمام الأنف فجر يوم 4 جويلية 2014 .
الفاعل مجهول إلى حد الآن
و رغم أن عددا من مسؤولي الدولة و من المنظمات البيئية تحدثوا عن أن هذه الحرائق لا يمكن أن تكون إلا بفعل فاعل إلا أن” هذا الفاعل” بقي رغم هذه الموجة المتكررة من الحرائق إلى حد الآن مجهولا .
في المقابل تم فتح عدد من التحقيقات في خصوص حيثيات عدد من هذه الحرائق باعتبار الخسائر الفادحة التي تسبب بها .
إرهاب بيئي أم جرائم دولة
من جهته قال كاتب الدولة للبيئة و التنمية المستدامة منير المجدوب في تصريحات إعلامية إن الجريمة البيئية في تونس لا تقل خطورة عن بقية الجرائم الإرهابية مضيفا :”أن الإرهاب البيئي يعد اخطر من الجرائم التي تستوجب عقوبات مشددة مشيرا إلى موجة الحرائق التي شهدتها البلاد “.
من جهة أخرى فإن التباطؤ في التحقيقات وعدم التوصل إلى الفاعل الحقيقي وغلق أغلب الملفات يؤكد أن هذه الحرائق تندرج ضمن “الصبغة الإجرامية”، علما وأن العديد من أصحاب العقارات الخاضعة لنظام الغابات، والذين يمنع عليهم استغلالها في البناء أو في الفلاحة، قد يدفعهم إلى شن مثل هذه الحرائق لإجبار الإدارة عن التخلي عنها.
و إجمالا سجلت تونس ما بعد الثورة ارتفاعا ملحوظا في عدد الحرائق، فقد سُجّل العام الماضي 300 حريق مُتسببا في إتلاف 4 آلاف هكتار في حين أنّ معدل الحرائق خلال العشرية الماضية كان في حدود 150 حريقا في حين تتراوح مساحة على الأراضي و الغابات المتضررة بين 1500 و 1800 هكتارا.
مها قلالة