تونس-أفريكان مانجر
قال وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني اليوم الثلاثاء 09 جوان 2015 في ندوة صحفية على اثر انتهاء القمة الاستثنائية لوزراء الدفاع لمبادرة 5+5 دفاع, إن مذكرة التفاهم للتعاون التي تمّ توقيعها مع الولايات المتحدة الأمريكية في الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية , هي اتفاقية تعاون لا تحتوى على اية بنود ملزمة للدولة التونسية و هي بمثابة الإطار العام و الذي يمكن الدولة التونسية من إبرام اتفاقيات في المستقبل .
وأوضح الوزير أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية بإعطاء تونس صفة الحليف الغير العضو في الحلف الأطلسي قامت به مع عدة دول أخرى و هو امتياز له علاقة بمجال التسليح و التكوين و ليس له أية علاقة بالحلف الأطلسي .قائلا :”تونس لا يمكن أن تكون عضوا في الحلف الأطلسي “.
و نفى الحرشاني أن يكون الهدف من هذه الصفة في الحلف الأطلسي تنصيب قاعدة عسكرية أمريكية على أرضيها مشيرا إلى أن سيادة تونس آمر فوق الجميع و فوق كل المصالح بحسب تعبيره.
30 مليون دولار لفائدة المؤسسة العسكرية
في السياق ذاته نشر الموقع الرسمي للبيت الأبيض أمس الإثنين وثيقة تتضمن أبرز بنود مذكرة التفاهم التي تم توقيعها على هامش زيارة رئيس الجمهورية الاخيرة للولايات المتحدة.
وكشفت هذه الوثيقة أنه ينتظر تحويل تمويلات بقيمة 30 مليون دولار لفائدة المؤسسة العسكرية في تونس العام الحالي، بزيادة تناهز 50 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.
وسيمكن هذا الدعم المالي وفق ما جاء في الوثيقة ذاتها تونس على التصدي للإرهاب و حماية حدودها.
كما أفادت الوثيقة ذاتها أن الإدارة الأميركية تبحث مع الكونغرس إمكانية دعم تونس على مستوى وزارتي العدل والداخلية بتخصيص تمويلات بقيمة 7 ملايين دولار لصرفها على إصلاحات في هذين المجالين.
مذكرة تسبب في استياء الجزائر
من جهة أخرى عبرت عدد من وسائل الإعلام الجزائرية و من الوجوه السياسيين الجزائرية عن قلقهم من “مذكرة التعاون التي وقعت عليها تونس مع الولايات المتحدة الامريكية ” مشيرين الى انها تهدف لبناء قاعدة عسكرية أميركية على الأراضي التونسية وقرب الحدود الجزائرية بهدف ضرب الجزائر .
قلق جزائري دفع بالوزير المستشار لدى الرئاسة التونسية محسن مرزوق والمستشار السياسي لقائد السبسي خميس الجنيهاوي إلى التصريح لوسائل الإعلام المحلية بأن الاتفاق مع واشنطن ليس موجها ضد أية دولة وخاصة الجزائر، وأن تونس مصرّة على تحصين علاقاتها مع جارتها الكبرى والعمل على مزيد دعمها.
محتوى المذكرة
و ترمي المذكرة بحسب بنودها إلى تأطير الشراكة الاستراتيجية البعيدة المدى بين البلدين في المجالات الاقتصادية و التربوية و الثقافية و الأمنية و الدفاعية .و تضع المذكرة آليات جديدة لإضفاء افق استراتيجي على مختلف اوجه الشراكة .
كما تلتزم الولايات المتحدة فيها بدعم القدرات الأمنية و الدفاعية لتونس ومزيد تعميق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب من خلال برامج تمويل شراءات التجهيزات العسكرة و برامج التكوين العسكري و الأمني .
و تقر المذكرة بإحداث لجنة اقتصادية مشتركة تجمع بين القطاعين العام و الخاص بصورة دورية في تونس وفي واشنطن لبحث سبل المبادلات التجارية و الاستثمارات و وضع برامج ملموسة و عملية لإرساء مجالات جديدة للتعاون ولمساندة البرامج الإصلاحية بتونس .
كما تعلن عن استراتيجية للتعاون من اجل التنمية ستقوم تونس بصياغتها مع الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي لإضفاء رؤية مشتركة بعيدة المدى على برامج التعاون التي يمولها صندوق المساندة الاقتصادية الامريكي خاصة بعد طلب الإدارة الأمريكية من الكونغرس الترفيع من الاعتمادات المخصصة لتونس في شكل هبة من 25 مليون دولار سنة 2014 الى 55 مليون دولار سنة 2016.
مها قلالة