تونس- افريكان مانجر
قال رئيس المنظمة التونسية لارشاد المستهلك لطفي الرياحي إنّ أسعار مختلف المواد الغذائية والمنتوجات ستُسجل ارتفاعا مُشطا خلال السنوات القادمة، وذلك تزامنا مع إعلان الحكومة رسميا شروعها في رفع الدعم تدريجيا عن المحروقات لتبلغ الأسعار الحقيقية بحلول سنة 2026.
“مواد مدعمة والتسعيرة حرة”
وأشار الرياحي في حوار مع “افريكان مانجر” إلى أنّ المحروقات حلقة هامة ضمن منظومة الإنتاج، وبالتالي فإنّ الزيادات في أسعار المواد البترولية ستُقابله زيادة في أسعار كل البضائع والسلع، وشدّد في هذا السياق على أنّه “لا خيار أمام الحكومة في الوقت الراهن سوى إنجاح برنامج إصلاح منظومة الدعم الجاري إعداده”.
وفي ظلّ تراجع المقدرة الشرائية للتونسيين خلال السنوات الأخيرة، فإنّ الحكومة مطالبة بتمتيع كلّ الأسر بالدعم وإقرار إجراءات لمنع الصناعيين من إستعمال المواد المدعمة، بحسب ما أكده مُحدثنا، مُبينا أنّ المؤسسات الصناعية تستفيد بنحو 60 % من الدعم فيما حصة الاستهلاك العائلي لا تتجاوز الـ 40 %، وتابع قائلا: ” يجب إيجاد الية تسمح بتوجيه الدعم لمستحقيه… ومن غير المعقول منح الصناعيين مواد مدعمة في حين أنّ التسعيرة حرة”.
وأضاف الرياحي: “تونس، تقريبا، البلد الوحيد في العالم الذي يُسمح فيه ببيع منتوجات مدعمة لأصحاب المقاهي والمطاعم والوحدات الصناعية وغيرها، وهو ما اضرّ كثيرا بالمالية العمومية التي باتت اليوم تشهد عجزا غير مسبوق وتعاني صعوبات وضغوطات”.
تحسن تزويد السوق
وتقترح منظمة إرشاد المستهلك إعتماد الأسعار الحقيقية للمواد عند تزويد الصناعيين، داعية الى الاخذ بعين الاعتبار السياقات الاجتماعية والاقتصادية التي تعيش على وقعها البلاد.
يُشار في هذا السياق الى ان الحكومة تعكف في الوقت الراهن على مراجعة منظومة الدعم، مُعتبرة ان ملف الدعم بالشكل الحالي فيه اهدار كبير للمال العام مما ألقى بظلاله على الوضع الاقتصادي.
وبخصوص وضعية تزويد السوق التونسية بالمواد الأساسية وتطور الأسعار، أكد لطفي الرياحي استعادة نسق التزويد تدريجيا رغم بعض الاضطرابات بمادة الزيت النباتي المدعم والقهوة، وتوقع مزيد تحسن نسق التزويد خلال شهر رمضان سيما كع وجود تطمينات من وزارة التجارة بضخ المزيد من المواد التي تشهد طلبا مكلفا في الشهر الكريم بما حاجيات السوق الاستهلاكية.
ويُنتظر أن تشهد أسعار اللحوم الحمراء تراجعا تزامنا مع قرار وزارة التجارة القاضي بتوريد كميات استثنائية من اللحوم الحمراء لتعديل العرض خلال ذروة الاستهلاك، واعتبر أنّ الارتفاع القياسي للحوم الحمراء والتي بلغت حاليا 43 دينارا أمرا غير مقبول ولا يتماشى والقدرة الشرائية لأغلبية الاسر التي باتت تواجه صعوبات في توفير الحاجيات الأساسية.
الحل في رقمنة الخارطة الفلاحية
ويرى مصدرنا أنّ تحقيق التوازن بين العرض والطلب سيسمح بتخفيض الأسعار، أما فيما يتعلق بارتفاع أسعار الخضر فقد أفاد الرياحي أنّ 90 بالمائة من المنتوجات في سوق الجملة ببئر القصعة يتمّ تأمينها من قبل الوسطاء المضاربين الذين يتحكمون بالعرض وهو ما يتسبب في النسق التصاعدي للأسعار.
وللحدّ من الزيادات غير القانونية في الأسعار والمضاربة والاحتكار، دعا رئيس المنظمة، الحكومة الى العمل على رقمنة الخارطة الفلاحية وهو ما سيمكن من السيطرة على هيكلة الأسعار والتعرف على الإنتاج كميا ونوعيا.
ومع بداية العدّ التنازلي لحلول شهر رمضان، طالب محدثنا بتكثيف نقاط البيع من المنتج الى المستهلك وتركيزها في كلّ المعتمديات بإعتبار أنّ أسعارها أقل مما هو متداول في الأسواق بنسبة تتراوح بين 15 و20 بالمائة، مشيرا الى ان هذه التجربة لاقت نجاحا لافتا واقبالا كثيفا.
يذكر أن نسبة الاستهلاك لدى التونسي ترتفع بنحو 34 بالمائة خلال شهر رمضان، وفقا لمؤشرات صادرة عن المعهد الوطني للاستهلاك فان ثلث ما يتم إعداده في رمضان من أطباق وحوالي 900 ألف خبزة يتم إلقاؤها يوميا .