تونس-أفريكان مانجر -وكالات
عبر رئيس الجمهورية الباحي قائد السبسي عن استعداد تونس للوساطة والتدخل لإقناع الأطراف المعنية بالأزمة الليبية من أجل دعم حل توافقي ووضع حد لتنامي النزاع.
وشدد السبسي، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء التونسية، خلال مشاركته في قمة السبع الكبار في ألمانيا على معارضة بلاده “لأي حل عسكري في ليبيا والتشبث بوحدة واستقرار هذا البلد، لأن تونس تواجه، أكثر من أي بلد آخر، التأثير المباشر للأزمة الليبية، حيث تزايد التهديد الإرهابي وانتشر السلاح مع غياب سلطة مركزية وبروز مجموعات متطرفة”.
وذكر السبسي أن “ليبيا كانت الشريك التجاري الثاني لتونس (مبادلات تجارية بقيمة 2 مليار دولار)، كما كانت شريكاً ذا أفضلية في مجال الأعمال وفرص العمل بالنسبة للعمالة التونسية خصوصاً في الجنوب”.
وأبرز أنّ الوضع المتأزم في ليبيا كبّد تونس خسائر بقيمة 5,7 مليار دولار ما بين 2011 و2014 ، مجدّدا رفض تونس لأي حل عسكري في ليبيا .
وأما عن الأوضاع الداخلية التونسية ، قال السبسي إن: “تونس مرت بأزمات خطيرة ولكنها توصلت بفضل حس المسؤولية لدى النخبة السياسية وجيشها الجمهوري إلى الأخذ بزمام مصيرها والنجاح في الوقت الذي فشل فيه غيرها”، مضيفاً أن “البلاد لم تتمكن بعد من القضاء على الإشكاليات التي كانت السبب في اندلاع الثورة، وأبرزها البطالة المزمنة وانعدام العدالة الجهوية والاجتماعية والركود الاقتصادي المتواصل، فضلاً عن ارتفاع الدين التونسي بنسبة 58 بالمائة في ظرف أربع سنوات”.
ولفت الرئيس التونسي إلى “التهديد الإرهابي الذي تواجهه تونس”، مؤكداً أن “هذه الظاهرة الإقليمية والعالمية جديدة في تونس وغريبة عن الشعب وقيمه”.
وأضاف أن “تونس لم تستعد لخطر الإرهاب لأنها استثمرت منذ الاستقلال، في التعليم والتنمية البشرية على حساب قوات الأمن والجيش اللذين لا تتوفر لهما التجهيزات والتكوين الضروري لمجابهة التهديد الإرهابي الذي يتطلب وضع استراتيجية إقليمية متوافق عليها”.
قال السبسي في ذات السياق ان ظاهرة الإرهاب ليست خاصة بتونس فقط وإنما هي ظاهرة إقليمية تتطلب تنسيقا دوليا وتجهيزات تفوق إمكانيات تونس، مشيرا إلى أن الخطر الإرهابي تضاعف في تونس بسبب الوضع في ليبيا.