تونس-افريكان مانجر
أكد مستثمرون ومهتمون بالقطاع السياحي في تونس، ان تشجيع الاستثمار السياحي ودعم المستثمرين خاصة في الجهات الداخلية يتطلب توفير أرضية ملائمة لبعث المشاريع عبر احداث اطار تشريعي يساهم في تبسيط الإجراءات الإدارية التي تعتبر من بين اهم المكبلات في القطاع.
ووفق ما أكده عدد من المستثمرين في القطاع في تصريح لافريكان مانجر، خلال جولة في معتمدية طبرقة من ولاية جندوبة، فان أبرز ما يعطل الاستثمار في القطاع السياحي في الجهات هي البيروقراطية و مركزية القرار وطول الاجراءت الإدارية خاصة وأن هذا النوع من المشاريع تشترك فيه في الغالب وزارة السياحة ووزارة الفلاحة فضلا عن صعوبات أخرى تتعلق خاصة بالتمويل.
مشاريع معطلة
و يعتبر مشروع المحطة الاستشفائية بالمياه المعدنية الساخنة ببني مطير، احدى اهم و ابرز المشاريع النموذجية و التي تعطلت لأكثر من 10 سنوات بالرغم من أهميتها خاصة من الجانب الاقتصادي حيث سيساهم المشروع في خلق ديناميكية و حركية اقتصادية في الجهة من خلال توفير حوالي 40 موطن شغل بصفة مباشرة و حوالي 160 بشكل غير مباشر بالإضافة الى خلق مشاريع صغرى حرفية و تجارية و التعريف بالمنتوج الثقافي و التقليدي للجهة.
الا ان هذا المشروع، ووفق ما أكده رزيق الوسلاتي مدير عام الديوان الوطني للمياه المعدنية و الاستشفاء بالمياه، تعطل استكماله لسنوات بسبب إشكاليات مع الشركة التونسية للكهرباء و الغاز و بعض الاجراءات الإدارية التي لم تكن بالسرعة و النجاعة المطلوبة، وفق تعبيره.
كما أشار ، الى ان الصعوبات تتعلق كذلك بالبنية التحتية خاصة و ان المشروع يتطلب مواصفات وخصوصيات معينة بالنظر الى صبغته الاستشفائية، بالإضافة الى تعطل انشاء الطريق الرابطة بين المشروع و بقية الجهات.
كما تحدث رزيق الوسلاتي، عن صعوبات التمويل التي واجهها المشروع و التي تم تجاوزها عبر تفعيل الشراكة بين القطاع العام و الخاص ومنح المشروع منحة استثمار من الديوان الوطني للمياه المعدنية بلغت قيمتها الجملية 872 الف دينار، وفق تصريحه.
و يشار الى ان المشروع تم اختياره من طرف اللجنة الاروبية كمشروع نموذجي في مجال النجاعة الطاقية في البناءات و مقاومة الانحباس الحراري باعتماد معايير بيئية تراعي خصوصيات المنطقة من خلال الاستفادة من ارتفاع درجة حرارة مياه المحطة التي تنبع من عين الصالحين و تقدر ب 73 درجة كمصدر وحيد للطاقة.
و من المتوقع ان المحطة الاستشفائية ببني مطير في خلق مشاريع صغرى حرفية و تجارية و أنشطة أخرى في علاقة بخصوصية المنطقة على غرار أنشطة الصيد و التجوال و المسالك الصحية و تسلق الجبال و برمجة زيارات للمواقع الاثرية القريبة و تشجيع السياحة الغابية.
ويذكر انه من المنتظر استكمال المشروع المذكور بحلول مارس 2021.
المنطقة الحرفية
و يعد مشروع المنطقة الحرفية بعين دراهم و التي ستضم ورشات حرفية و فضاءات للعرض من بين ابرز المشاريع في الجهة التي تعرف بطء في الأشغال منذ سنوات بالرغم من أهميتها بالنسبة للحرفيين.
ووفق ما اكده اصحاب الحرف اليدوية والناشطين في مجال الصناعات التقليدية في الجهة، فان من أهم طلباتهم التسريع في انجاز هذه المنطقة لتا طيرهم و توفير مكان لتسويق و بيع منتوجاتهم و التي تعد للبعض منهم مصدر رزقهم الرئيسي.
مطار طبرقة
وفي حديثنا مع عدد من المستثمرين و أصحاب الاقامات الريفية في مدينة طبرقة، أكدوا جميعم ضرورة إعادة فتح مطار طبرقة الدولي المغلق منذ سنوات في أسرع وقت ممكن.
ويعتبر المستثمرون في الجهة ان عودة نشاط المطار الذي يقع على بعد 5 كلم شمال شرقي مدينة طبرقة من شانه ان يدفع الحركية الاقتصادية في الجهة.
غياب الاطار القانوني
من جانبه رئيس اتحاد المتجوليين التونسيين، احمد خذر، قال في تصريح لافريكان مانجر، ان عديد الصعوبات تتسبب في تعطيل أنشطتهم أهمها غياب الاطار القانوني الذي من شانه أن ينظم نشاطهم بالإضافة إلى مشاكل التراخيص مع الإدارات.
و دعا خذر، الى ضرورة بعث هيكل خاص ينظم الأنشطة المتدخلة في القطاع السياحي كالتجوال و التخييم…