تونس-افريكان مانجر
في ظروف استثنائية لم يعرفها القطاع السياحي من قبل بسبب جائحة كوفيد-19، احتفلت تونس نهاية الأسبوع الماضي باليوم العالمي للسياحة تحت شعار “السياحة الريفية ودورها في تدعيم التنمية الجهوية المستدامة”، حيث تم تسليط الضوء هذه السنة على السياحة الريفية كسياحة بديلة مكملة للقطاع.
وقد بدأت السياحة الريفية في تونس في التطور لتصبح من بين احد أهم عناصر تنوع المنتوج في بلد تعتبر السياحة فيه إحدى أهم دعائم اقتصاده الوطني.
مستقبل القطاع السياحي
واستنادا إلى ما أكده وزير السياحة والصناعات التقليدية، الحبيب عمار، خلال جولة في ولاية جندوبة بالمناسبة، زار خلالها عددا من المشاريع السياحية في معتمدية طبرقة على غرارمشروع المحطة الاستشفائية ببني مطيرو دار الكرمة و اقامة “Couleur Méditerranée، واكبتها افريكان مانجر، فان السياحة البديلة تعتبر مستقبل السياحة التونسية وهي تندرج ضمن استراتيجية الوزارة في تنويع المنتوج السياحي بشكل عام و تساهم في بعض جوانبها في انعاش الاقتصاد في الولايات الداخلية.
وأشار الوزير الى أن جهة طبرقة تتميز بمخزون طبيعي وبيئي هام، بالإضافة الى قربها من الحدود الجزائرية و الذي من شأنه ان يجعل منها وجهة سياحية من أعلى طراز.
وقال الوزير ان المشاريع الاستثمارية في القطاع السياحي في الجهة تقدم خدمات راقية و ذات جودة وبإمكانها استقطاب أصناف جديدة من السياح ذات القدرة الشرائية العالية على مدار السنة بالإضافة إلى السوق الداخلية التي تعتبر ركيزة أساسية تساهم في خلق ديناميكية للقطاع.
واعتبر الوزير، أن دعم المشاريع السياحة الريفية ضروري لعدة أسباب أهمها دورها في خلق ديناميكية وحركية اقتصادية في الجهات الداخلية حيث تشغل هذه المشاريع أهالي المنطقة بشكل مباشرو غير مباشر فضلا عن هذا النوع من المشاريع يعد فرصة لتثمين ما تزخر به هذه الجهات من منتوجات فلاحية وطبيعية وثقافية.
كما تمثل فرصة للحرفيين و المهن الصغرى لعرض منتوجاتهم وبيعها.
وبخصوص التعقيدات الإدارية التي تعترض هذه الاستثمارات، اشارالوزير الى ان مثل هذه المشاريع بالنظر الى صيغتها تتدخل فيها أطراف أخرى من بينها وزارة الفلاحة لذلك سيتم تنظيم يوم تفكير بالشراكة مع مختلف المتدخلين للخروج بتوصيات تذلل مختلف العراقيل.
ولفت الوزير إلى أن السياحة البديلة لا تقتصر فقط على الاقامات الريفية و انما تشمل كذلك مجموعة من الأنشطة الأخرى على غرار الرحلات الترفيهية و الاستكشافية و التخييم (Camping) التي تنظمها بعض الجمعيات والشركات السياحية وهي اليوم و أكثر من أي وقت مضى تحتاج إلى إطار قانوني ينظمها ستعمل الوزارة على تفعيله، وفق قوله.
وخلص الحبيب عمار، إلى أن أولويات الوزارة تتمثل في مساندة المؤسسات السياحية التي تشتغل في القطاع بشكل عام للمحافظة على ديمومتها و مواطن الشغل فيها عبر التدخل لفائدتهم لدى وزارة المالية لتفعيل إجراءات المساندة التي تم اتخاذها اثر جائحة فيروس كورونا المستجد.
تراجع المداخيل
وعموما فان المعطيات الرسمية المتعلقة بالقطاع السياحي في تونس، تشير الى ان بلادنا سجلت تراجعا في المداخيل خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020 في حدود 60 %.
ورجح وزير السياحة حبيب عمار في تصريحه لافريكان مانجر، ان يصل هذا التراجع الى 70 % بحلول نهاية السنة الجارية.
ولم يتجاوز عدد ليالي الإقامة في الفنادق 4.62 مليون، أي بتراجع بـ79.5 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في ما بلغ عدد الوافدين الى تونس مليونا و714 ألفا و493 شخصا حتى 20 سبتمبر 2020 .