تونس- أفريكان مناجير
أكدت اليوم الخميس 21 جوان 2012 مصادر متطابقة إنهاء الجيش التونسي عملية عسكرية دقيقة هي الثالثة من نوعها منذ اندلاع الثورة التونسية، استهدفت منذ يومين معسكرات مسلحة يرجح انتماءها لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في أقصى جنوب شرقي البلاد التونسية .
وحسب هذه المصادر فإنه تم مبدئيا تطهير مواقع مسلحة لهذه التنظيم بالجنوب التونسي كما تم اعتقال عدة أشخاص دون الكشف عن وقوع قتلى.
وأكدت هذه المصادر الأنباء حول وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش التونسي ومعسكر لمسلحين يرجح انتماؤهم تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” في الجنوب التونسي عبر استعمال طائرات حربية.
وقالت هذه المصادر أن الطائرات الحربية استهدفت معسكرات تدريب مسلح في المنطقة الصحراوية “الجفارة” القريبة على برج الخضراء أقصى الجنوب التونسي. وحسب شهود عيان فقد شوهد منذ يوم أمس تحليق مكثف لطائرات “اف 5” الحربية، في عملية عسكرية هي الثالثة من نوعها في تونس.
يذكر أن هذه المرة الثالثة التي يشتبك فيها الجيش التونسي مع عناصر مسلحة يُعتقد أنها تنتمي إلى تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”،في عمق الصحراء التونسية المحاذية للحدود الجزائرية، لكن المواجهات السابقة لم تكن باستعدادت حربية مثلما وقع أمس.
وأفادت هذه المصادر أن اشتباكات بين قوات الجيش التونسي والعناصر المسلحة تواصلت لغاية فجر اليوم الخميس .
ولم يتمكن موقع “أفريكان مانجير” من الحصول في الإبّان على مسؤول من وزارة الدفاع للتعليق على الخبر، كما لم يصدر إلى حد الآن أي بيان رسمي حول هذه الحادثة الخطيرة والفريدة من نوعها في تونس.
وكانت صحيفة “الشروق” التونسية أوردت في موقعها الإلكتروني ليلة أمس أن الطيران الحربي التونسي قصف ليلة الأربعاء الى الخميس، معسكرا لجهة مسلحة مجهولة الهوية لا يُستبعد انتماء عناصرها لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، في أقصى الجنوب التونسي .
وقالت صحيفة “الشروق” التونسية، في موقعها الالكتروني اليوم الخميس، إن القصف الجوي استهدف عددا من الخيام في منطقة “تيارت” بولاية تطاوين كان المسلحون يستخدمونها كقاعدة للتدريب.
وحسب مراقبين فإن هذه سابقة خطيرة مما يسمي بالتنظيمات الارهابية في تونس، ولا تزال تعتبر مواجهات مسلحة فريدة من نوعها بين الجيش التونسي وجماعات متطرفة مسلحة.
وحسب جريدة “الشروق” فإن سلاح الجو التونسي تمكن من تدمير هذا المعسكر، إلى جانب تدمير سيارة رباعية الدفع، والسيطرة على خمس سيارات أخرى.
اشتباكات عنيفة
وفي سياق متصل أكد تقرير نشرته اليوم وكالة الأنباء الأميركية “يونايتد برس انترناشونال” أن اشتباكات عنيفة دارت بين وحدات من الجيش التونسي ، وعناصر مسلحة مجهولة الهوية كانت تتحرك في الصحراء التونسية على متن سيارات رباعية الدفع، وفق شاهد عيان. واستخدم المسلحون أسلحة متوسطة ومضادات للطيران في مواجهتهم لوحدات الجيش التونسي التي استخدمت الطائرات الحربية للحيلولة دون هروبهم نحو الصحراء الجزائرية المحاذية للحدود التونسية.
يذكر أن مواجهات عنيفة كانت دارت في 21 سبتمبر الماضي بين الجيش التونسي وعناصر مسلحة قيل إنها تنتمي إلى تنظيم “القاعدة” في ولاية قبلي الواقعة على بعد 500 كيلومتر جنوب غرب تونس غير بعيد عن المثلث الحدودي التونسي-الجزائري-الليبي.
كما شهدت ولاية قبلي في 17 أوت الماضي اشتباكات مسلحة بين وحدات من الفيلق الثاني البري الصحرواي التابع للجيش التونسي، ومجموعة من العناصر المسلحة في منطقة علوة الكرنافة بقرعة بوفليجة الواقعة على بعد 70 كيلومترا في عمق الصحراء جنوب بلدة دوز بولاية قبلي. واستخدم الجيش التونسي طائرات حربية من نوع “أف 5 “، ومروحيات قتالية في تلك الاشتباكات.
يشار إلى أن تنظيم”القاعدة في بلاد المغرب العربي” الذي ينشط في الصحراء الجزائرية،كثف منذ مدة محاولاته للتمركز في المثلث الحدودي الجزائري-الليبي -التونسي مستفيدا من الانفلات الأمني في ليبيا، وانشغال الجيش التونسي بمساندة قوات الأمن لتأمين الوضع في البلاد.
وحسب مراقبين فإنه يرجح تسريب أسلحة من ليبيا إلى تونس منذ انهيار نظام القذافي وبسبب الفوضى التي شهدتها الحدود التونسية التي شهدت دخول لاجئين هاربين من الحرب الليبية بمئات الآلاف وهو ما أدى إلى صعوبة في التحكم في هذه الحدود.
وتشير تقارير الى أن تونسيين تم تسريبهم إلى معسكرات ليبية لتلقي تدريبات عسكرية كما سجلوا عمليات خروج سرية بين تونس وليبيا حاملين أسلحة بمساعدة من وكالات أجنبية تواجدت على الحدود التونسية الليبية في إطار عمليات إغاثة اللاجئين. وقد أكدت اعترافات تونسيين تم اعتقالهم في سوريا لتنفيذ عمليات في سوريا بعد تدريبهم في معسكرات ليبية، ما جاء في هذه التقارير.
يشار إلى أن وكالة الأنباء التونسية أوردت منذ يومين أن وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي أكد” خلال لقاء جمعه الثلاثاء مع غوردن غراي السفير الاميركي بتونس “حاجة الجيش الوطني للدعم اللوجستي لتعزيز قدراته العملياتية، ومساعدته على القيام بمهامه الاصلية ضمانا للاستقرار بالمناطق الحدودية”.
وجاء هذا الطلب بسبب انتشار تهريب الأسلحة على الحدود بين ليبيا وتونس منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
وكانت السلطات التونسية بعد ثورة 14 جانفي 2011 أعلنت أن عناصر مسلحة من تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي” تسللت إلى البلاد عبر الحدود مع ليبيا والجزائر.