تونس- افريكان مانجر
قال رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي إنّ حكومة هشام المشيشي تجتهد للقيام بدورها، وقد نجحت في جزء مهمّ منها رغم صعوبة الظرف وتراكم المشاكل الموروثة منذ عقود.
وأضاف في حوار مع صحيفة “الصباح” الصادرة اليوم الجمعة 18 ديسمبر 2020 ان حكومة المشيشي تتعامل الأوضاع وخاصة مع تصاعد المطلبية الاجتماعية بحكمة ورصانة جعلها تتجنب الوقوع في دعوات التحريض التي تريد ان تورطها في مواجهات امنية مع هذه الاحتجاجات بما يعنيه ذلك من فوضى وفقدان السيطرة على الأوضاع.
وتابع ” الموازنة بين فرض سلطة القانون والدولة وبين الانجرار للاصطدام الأمني مع الاحتجاجات هي مهمة دقيقة.. اعتقد ان حكومة المشيشي نجحت في إنجازها رغم دقة الظرف ونحن ننتظر من الحكومة المزيد من العمل للخروج بتونس من المصاعب التي تعيشها وخاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي ولن تجد منا الا الدعم”، بحسب تصريحه.
وتعليقا على تعدد المبادرات المطروحة اليوم للخروج من الازمة التي تعيشها تونس، أوضح الغنوشي ان “الازمة التي تعيشها بلادنا هي بالأساس ازمة اقتصادية واجتماعية نتقاسم فيها مع معظم دول العالم مصاعب فرضها تفشي فيروس كورونا وازدادت حدة في تونس مع وضعية الاقتصاد التي تعاني من اختلالات كبيرة في التوازن منذ ما قبل كورونا”.
وأكد بانه يدعم كل المبادرات التي تطرح نقاشا عميقا وجديا لطرح حلول للازمة الاقتصادية والاجتماعية وهذا تقريبا ما تطرحه مبادرة الحكومة للحوار الاقتصادي والاجتماعي وهذا أيضا ما اظن ان مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل تطرحه.
في المقابل، أفاد الغنوشي ان المبادرات التي تتحدث عن اسقاط المنظومة السياسية وتعويضها باخرى وحل البرلمان واشياء أخرى هي اقرب لتعويض نتائج الانتخابات الحرة والديمقراطية فنقول للفائزين غادروا الحكم ليمسك به آخرون ومن المفارقة انهم انهزموا فيها وهذا منطق لا يستقيم.
واعتبر أنّ الدعوة إلى حل البرلمان نتيجة الفوضي الكبيرة داخله هي من باب التهويل والمغالطة لإستهداف مسار الديمقراطية في تونس، قائلا إنّ الأجواء المشحونة بلغت بالفعل حدودا غير مقبولة، لكن البرلمان يقوم بواجبه التشريعي ويشتغل بوتيرة سريعة.
وردّا على نتائج سبر الآراء التي تبرز تقدما للحزب الدستوري الحرّ ولعبير موسي مقابل تقهقر حركة النهضة، قال الغنوشي، إنّ قطاع سبر الآراء جديد وغير منظم وأحيانا تتحكم فيه لوبيات توجيه الرأي العام، مشيرا إلى أنّ اختيارات الشعب تعكسها صناديق الاقتراع لا نتائج سبر الآراء.