تونس- أفريكان مانجير
دعا المستشار الإعلامي السابق لرئيس الدولة أيوب المسعودي إلى اسقاط النظام الحالي، معتبرا أن اسقاط النظام الحالي الذي تقوده حركة النهضة الإسلامية أصبح ضروريا واصفا إياه بالاستبداد الجديد.
وقال المسعودي الذي استقال من منصبه منذ شهرين تقريبا في مدونة نشرها أمس 13 أوت 2012 ليلا على موقعه “أن هناك قوة ثورية حية ستفاجئ النظام الذي صار من الضروري إسقاطه”.
وجاءت دعوته لإسقاط النظام بسبب أحداث سيدي بوزيد الحالية وما يشهده أهاليها من قمع السلطة لهم، مؤكدا على مساندته لأهالي سيدي بوزيد بقوله: “أنا منحاز أيّما انحياز للثورة والمطالب الشرعية لأهالي سيدي بوزيد في زمن لا مكان فيه للحياد بين الحق والباطل”.
واعتبر المسعودي أن الاضطرابات الحالية في سيدي بوزيد لم تكن ردة فعل مباشرة على قطع الماء والكهرباء أو التأخر في تسديد رواتب عمال الحظائر فحسب، بل كانت نتاج تراكم إخلالات وسياسات وقرارات ظالمة للحكومة الجديدة وأتباعها وحلفائها من مسؤولين محليين وأعيان و”لوبيات” خدمت النظام البائد وهاهي اليوم تدين بدين الساسة الجدد، وفق تعبيره في مدونته.
ورصد المستشار الإعلامي السابق للمنصف المرزوقي ما شاهده في سيدي بوزيد لدى تحوله على عين المكان ملاحظا، “غياب (أو انسحاب) شبه كلي للدولة اجتماعيا واقتصاديا مع حضور قوي للقمع البوليسي”. وفي مقابل هذا القمع شاهد المسؤول السابق استماتة أهالي سيدي بوزيد في المطالبة بالكرامة الاجتماعية والحق في الشغل ومقاومة الاستبداد الجديد.
ورجح المسعودي بأن حكومة حركة النهضة التي تسيطر فعليا على الحكم “تسعى في خطة استباقية إلى استئصال بذور انتفاضة ثانية وإجهاضها عبر تشويه الشباب الذي يشارك في المظاهرات وعزل البعض في الجهات الأخرى من الذين قد يشكلون نواة لانتفاضات مماثلة”.
واستند المستشار السابق في ترجيحه إلى شهادات العديد من المتساكنين على أن قوات الأمن اعتقلت حوالي 85 شابا كانت تحركهم، حسب مزاعم بعض المسؤولين الأمنيين والجهويين، أطراف “تجمعية” وأخرى “يسارية” تسعى إلى “التسييس” و”التحريض”، معتبرا أن مثل هذه الاتهامات تبعث على الريبة في هذه القضية خاصة وأن هناك تزامنا مفاجئا لهذه الاعتقالات مع حملة الإيقافات التي يتعرض لها أبناء سيدي بوزيد وكذلك عدد من شباب جهات عديدة من الجمهورية بتهم ملفقة، حسب قول المتساكنين، كالسرقة وترويج واستهلاك المخدرات، وفق ما ورد في مدونة المسعودي.
طفل على الطريق
وحسب شهادة المسعودي فقد وصل الأمر بأهالي سيدي بوزيد ومن شدة قهر السلطة لهم بالتظاهر رمزيا عبر وضع إحدى الأمهات طفلها ذي الخمسة أيام ملفوفا بعباءة على الطريق احتجاجا على ايقاف أب هذا الرضيع “تعسفيا” ولقطع الطريق أمام رجال الأمن لمنعهم من الاحتجاج.
ولاحظ المسعودي أنه لم يعد هناك مجالا للشك في أن النظام في تونس لم يسقط، معتبرا أن حكومة الترويكا والأحزاب المكونة لها خانت الثورة بتحالفها مع نفس مكونات النظام السابق، “لتنسج على منواله في الحكم بالحديد والنار وإهانة المواطن التونسي بكل أدوات الإخضاع القمعية والجسدية والمعنوية والاجتماعية وخاصة الاقتصادية التي تمثل أدهى مداخل الاستبداد وتركيع الشعوب”، حسب تعبيره.
وانتقد المسعودي الإعلام الخاص والعمومي في تونس بعدم التحول إلى سيدي بوزيد ونقل الأزمة التي يعيشها أهالي هذه المنطقة.
يشار إلى أن المستشار الإعلامي السابق أيوب المسعودي كان أعلن استقالته يوم 28 جوان الماضي، بسبب تجاوزات تحصل في السلطة بتونس ووصفها بـ”خيانة دولة”.
ع ب م