تونس-افريكان مانجر
تتسارع السفارات الأجنبية في تونس عادة إلى التنديد بكل عمل إرهابي يقع في بلادنا و ذلك من باب التقاليد الديبلوماسية من ناحية و تضامنا مع شعبنا من ناحية أخرى. إلا أن هذا التضامن أصبح مع بعض السفارات على غرار الأمريكية “مصحوبا” بطابع من “النفاق” الغير مفهوم .
فبعد أيام من حادثة العمليتين الإرهابيتين المتزامنتين بالعاصمة تصدر سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بلاغا بعنوان “تحذير ” تؤكد فيه بأنها ستقوم بإغلاق أبوبها يوم الاثنين غرة جويلية 2019 و ذلك لأسباب أمنية دون مد العموم أو الإعلام بالتفاصيل .
إعلان استغربه البعض خاصة بذلك التوقيت الحساس و الذي كانت تؤكد فيه السلطات الرسمية الأمنية منها أو الحكومية عدم وجود أي تهديدات تهم “الأجانب ” السياح منهم أو المقيمين بتونس.
بلاغ لحقه قرار أخر ، عمق ضبابية المشهد لدى التونسي ، تمثل في تأجيل السفارة لاحتفالاتها بعيد استقلالها و ذلك كذلك لذات الأسباب الأمنية .
قرارات السفارة الأمريكية مثلت صدمة للشارع التونسي خاصة مع تزامنه مع إحداث إرهابية و عمليات قضاء على عناصر تكفيرية خطيرة.
و في حقيقة الآمر هذا التخوف في الشارع التونسي مرده إلى ثقافة قديمة راسخة لدى المواطن التونسي أو العربي عامة بصدق ” المخابرات ” الأجنبية و خاصة منها الأمريكية .
فبالرغم من تأكيدات الداخلية التونسية بالسيطرة على الوضع الأمني بالبلاد إلا أن مخاوف الشعب مازلت قائمة بسبب بلاغات السفارة المذكورة .
إلا أن ما يثير استغراب البعض و خاصة منهم المراقبين للشأن التونسي وجود مثل هذه القرارات من طرف السفارة الأمريكية و نشرها العلني لمخاوفها الأمنية إلا إننا نجد سفيرها” دونالد بلوم مرفوقا ” بزوجته في زيارة أمس إلى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.
خطوة فسرتها السفارة الأمريكية بتأكيدها على استقرار وأمن تونس, إلا أنها في الحقيقة خطوة متأخرة و غير ناجعة خاصة بعد بلاغات “التخويف ” التي كانت قد نشرتها .
و تشهد تونس منذ مدة تهديدات إرهابية ، وسط تعافي مؤشرات قطاع السياحة، حيث تتوقّع وزارة السياحة التونسية استقبال 9 ملايين سائح العام الجاري.
وتستعد تونس نهاية عام 2019 إلى تنظيم ثاني انتخابات رئاسية وثالث انتخابات تشريعية منذ ثورة جانفي 2011.
ونجحت تونس في إحباط العديد من الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة وتفكيك العديد من الخلايا النائمة، ما أعاد الاستقرار للبلاد التي عانت من اعتداءات سابقة منها تفجير انتحاري استهدف حافلة للأمن الرئاسي في نوفمبر 2015 والهجوم على مدينة بن قردان في فجر السابع من مارس 2016 الذي أسفر عن مقتل أكثر من 50 إرهابيا و13 من قوات الأمن والجيش وسبعة مدنيين.