تونس- افريكان مانجر
قال الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز منصف الهرابي، إنّ الشركة تواجه أزمة سيولة حادة بفعل تراكم فواتير الكهرباء غير المستخلصة.
1,4 مليار دينار ديون غير مستخلصة
وأضاف الهرابي في حوار مع صحيفة “الشروق” الصادرة اليوم الثلاثاء 26 فيفري 2019، أنّ الديون الغير مستخلصة تطورت من 250 مليون دينار عام 2011 إلى 1450 مليون دينار في الظرف الراهن، تُوزع مناصفة بين القطاع العام أي الوزارات والمؤسسات العمومية والقطاع الخاص الذي يضمّ الاستهلاك المنزلي والمؤسسات الاقتصادية.
وبخصوص الأسباب التي أدت إلى تضاعف حجم الفواتير غير المستخلصة، أفاد الهرابي أنّ “الستاغ” تعاني من تداعيات موجات الانفلات التي عرفتها البلاد منذ 2011..” فهناك أحياء ومناطق لا يتسنى فيها رفع العداد إلى حد الآن نتيجة استهداف أعوان وسيارات الشركة بأشكال اعتداء وتهديد مختلفة”.
وفي نفس الإطار، أكد الهرابي وجود مؤسسات عمومية لا تعطي فواتير الستاغ الأولوية في تصريف موازناتها فيما توجد مؤسسة خاصة تعتبر «الستاغ» موردا ماليا أي بدل أن تقترض من البنوك لا تسدد فواتير الكهرباء، بحسب تعبيره.
فرضية الإفلاس غير مطروحة
وتابع الهرابي قائلا:”نحن ملتزمون بالتسهيلات في الدفع إزاء من هم عاجزون فعلا عن الخلاص ونعرف أنه توجد مؤسسات في العام والخاص تواجه صعوبات مالية لكن الستاغ ليست صندوق ضمان اجتماعي خصوصا وأن ظاهرة عدم الخلاص وصلت إلى الدرجة التي تجعلها تتهدد ديمومة مرفق الكهرباء الذي يعد أساسا كل مظاهر التنمية.. من هذا المنطلق أصدرنا بلاغا في الآونة الأخيرة يؤكد أننا سنكون مستقبلا أكثر حزما إزاء ظاهرة عدم الخلاص وكذلك اختلاس الكهبراء الذي يستنزف 5 ٪ من الإنتاج”.
وشدّد الرئيس المدير العام على أنّ «ستاغ» تواجه أوضاعا مالية خطيرة،لكن فرضية الإفلاس غير مطروحة لأن الدولة تحمي مرفق الكهرباء.
التعريفات لا تُغطي كلفة الانتاج
وردّا على تذمر المواطنين ورجال الأعمال من الزيادات المتتالية في تعريفة الكهرباء العام الفارط، أشار الهرابي الى انه رغم الزيادات فإنّ هذه الأخيرة لا تغطي اليوم سوى ما بين 65 و70 بالمائة من كلفة الكهرباء التي تبلغ 265 مليما فيما يقارب معدل التعريفة 200 مليم … والخسارة أكبر بالنسبة إلى الغاز الطبيعي حيث يصل الدعم إلى 35 بالمائة.
ووفقا لما أكده المتحدّث ذاته، فإنّه رغم أزمة السيولة فإن “الستاغ” حرصت على توظيف كل الآليات المتاحة لتوسيع شبكة الكهرباء من خلال معدل استثمارات في حدود مليار دينار سنويا حيث ستشهد بداية الصائفة القادمة الانطلاق في استغلال مشروعين هامين هما القسط الأول من محطة توليد الكهرباء بالمرناقية ومحطة رادس «ج»، فيما تواصل “الستاغ” الاستثمار في الغاز الطبيعي بوضعه أداة حيوية لخلق الثروات حيث تتواصل الأشغال حاليا لإيصال الغاز إلى تطاوين وجربة وجرجيس وقبلي وكامل ولاية بنزرت.