تونس-افريكان مانجر-وكالات
تحّسبا لأي طارئ على الحدود التونسية مع الجارة ليبيا، أكد الناطق الرسمي بإسم وزارة الدفاع العميد توفيق الرحموني ل” افريكان مانجر” أنّ كلّ الوحدات العسكرية الميدانية المُنتشرة على الحدود الجنوبية الشرقية تُراقب عن كثب تطورات في ليبيا، مُؤكدا أنّ الأمور تسير على غاية اللحظة بشكل عادي و لم يُسّجل أي إضطراب أمني.
استقرار أمني على الحدود
و أفاد الرحموني أنّ السلطات التونسية لم تتخذ إجراءات إستثنائية بإعتبار أنّه و منذ سنة تقريبا تمّ تعزيز الحماية الأمنية للتراب التونسي، كما أوضح ذات المصدر أنّه و بالرغم من التوتر الأمني بالشقيقة ليبيا فإنّه لا وجود لتهديدات على الجانب التونسي.
و يأتي توضيح ممثل وزارة الدفاع هذا، على خلفية موجة العنف غير المسبوقة التي تشهدها ليبيا منذ يومين تقريبا حيث يقود اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجومات مسلحة لمواقع تابعة لعناصر من المسلحين الإسلامين في مدينة بنغازي شرق ليبيا. و قد أودت هذه الحملة التي وُصفت بالأعنف منذ ثورة 17 فيفري بحياة ما لا يقلّ عن 60 شخصا و قد شاركت في المواجهات طائرات و مروحيات قتالية.
و منذ الساعات الأولى لصباح الأحد ذكرت تقارير إخبارية نقلا عن شهود عيان إطلاق نار غزيرا سُمع في جنوب العاصمة الليبية طرابلس على مقربة من مقر المؤتمر الوطني العام في ليبيا، حيث دخلت قافلة من سيارات مدرعة إلى طرابلس من طريق المطار وتتجه إلى مقار المؤتمر الوطني العام، وتلت ذلك مواجهات في محيط المكان، وفقا للمصادر نفسها . و أعلن منذ قليل خبر إختطاف رئيس المؤتمر الوطني الليبي نوري أبوسهمين.
أسوء الهجمات
و تُعد هذه الهجمات من أسوء الاشتباكات التي تشهدها ليبيا، و تبعا لذلك فقد كشفت تقارير إخبارية أخرى عن أنّ الجزائر في حالة استنفار أمني كبير وقد جندت لذلك أربعين ألف جندي من قواتها على الحدود الليبية إثر تردي الأوضاع الأمنية، وكشفت المصادر نفسها أن الجزائر اتخذت هذه الخطوة بسبب المحاولات المتكررة لإدخال السلاح عبر الحدود .
يُذكر أن الجزائر كانت قد أغلقت سفارتها في ليبيا أيضا على إثر تهديدات أمنية و محاولة إختطاف السفير .
و تأتي العملية العسكرية التي يشنّها اللواء المتقاعد خليفة حفتر و هو أبرز الشخصيات في انتفاضة 2011 التي أطاحت بالقذافي، في وقت مازالت ليبيا عاجزة عن فرض سيطرتها على كتائب من المعارضة السابقة رفضت نزع أسلحتها وأقامت مناطق نفوذ خاصة بها .
وتبذل بنغازي – مركز الانتفاضة ضد القذافي – على وجه الخصوص جهدا لاحتواء العنف ومنع هجمات ينحى باللائمة فيها على أنصار الشريعة التي يعمل أفرادها غالبا بشكل علني، وأدرجت واشنطن الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية .
مُراقبون يُحذرون
و يرى العديد من المراقبين أن إستقرار الوضع الأمني في تونس رهين مدى تطور الأحداث على الجانب الليبي،فقد سبق و أن نبّه البعض من خطورة تداعيات مُجريات الأحداث على تونس سيما و أنّ ليبيا هي المجال الحيوي أو”الحديقة الخلفية”لتونس كما يُقال .
و يرى البعض أنّ نجاح المسار الانتقالي في تونس رهين تطورات الوضع في طرابلس،كما نبهت بعض القراءات الحكومة التونسية إلى ضرورة مراقبة الوضع عن كثب لأن شبح الحرب الأهلية يحدّق الآن بالجارة ليبيا و عليه فإنّه يتوجب على تونس الاستعداد للانعكاسات الأمنية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية لأنّ الوضع مفتوح على كلّ الاتجاهات .
بسمة المعلاوي