افريكان مانجر- وكالات
قال اليوم الأحد 18 ماي 2014 رئيس الحكومة المهدي جمعة، إنه يمكن تفسير تقبل المعارضة والشارع التونسي على حد سواء لحكومته، على أنه يعود إلى تطلع للتغيير، والبحث عن وجه جديد بعيدا عن الانتماءات السياسية. وأضاف جمعة لـ«الشرق الأوسط» أنه «رغم أنني ليست لدي فكرة واضحة عن كيفية وقيمة التقبل من طرف الشعب، لكن ما أنا واثق منه هو أنني أتصرف بعفوية، ولا أخفي شيئا عن الشعب، وأصارحه بكل المعطيات، وأطلعه على برامجي بوضوح، مبينا إلى أين أريد الوصول وماذا أريد أن أفعل وما أنا بصدد عمله». وأكد جمعة على أنه لا رغبة لديه في تصدير الثورة.
إعادة هيبة الدولة أولا
و شدد على أنه يريد إعادة هيبة الدولة، ونفى قطعيا أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في تونس، و قال بوضوح” لا.. «نو».. «نيينتي» بكل اللغات: لا و لن أترشح للرئاسة، أنا عندي مهمة، ثم عائلتي، أتمنى أن يوفقني الله وتسير البلاد في سلام نحو انتخابات تُكون حكومة مستقرة، ونتقدم بها في المجال الأمني وتكون ذات كفاءات”.
وأضاف رئيس الحكومة أنه لم يسع للوصول إلى منصبه مُؤكدا أنّه لم يقم بأي مساع للحصول على هذا المنصب و قد عاد إلى تونس منذ البداية في إطار عقد محدود فوجد نفسه أمام مسؤولية ولا خيار له إلا أن يقبلها. و أفاد جمعة أن اختيار وزراء حكومته كان على أساس الكفاءة والحيادية السياسية ، مُشدّدا على أنّه ليس لديه أي وزير ينتمي إلى أي حزب من الأحزاب.
كفاءتي و صغر سنّي…سبب القبول
و قال مهدي جمعة انه أخذ بعين الاعتبار لدى اختيار الوزراء أن يساعدوا البلاد في الانفتاح ويكون توجههم دوليا، وهو ما دفعه لاختيار نصف الوزراء من الكفاءات التونسية في الخارج على حد قوله، مضيفا “لدي من الوزراء من أتى من جنيف ومن البرازيل وعدة دول أخرى، كنا دقيقين في انتقائنا ونسأل الله التوفيق.”
و تعليقا على الارتياح و القبول الذي وجدته الحكومة الجديدة خلافا للحكومات السابقة حيث أن الراي العام التونسي كانت لديه تحفظات عليهم، قال مهدي جمعة أنه قد تكون الصعوبات التي شهدتها الثلاث سنوات الفارطة والتي واجهتها البلاد والحكومة هي التي جعلت الناس تتطلع للتغيير وتبحث عن وجه جديد بعيد عن الانتماءات السياسية، وقد يكون هذا أيضا لثقتهم “بكفاءتي، وصغر سني” وفق تعبيره.
و أكد جمعة أنه لم يكن يعمل في أي حزب من الأحزاب، مؤكدا أن مهمته هي إعادة هيبة الدولة، و الوصول بالبلاد إلى الانتخابات قبل نهاية 2014 وأن تكون شفافة ونزيهة.
الوظيفة العمومية سبب الأزمة
و فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي أفاد رئيس الحكومة أنّ أكثر الأمور التي أثرت في الاقتصاد هي المالية العمومية، والتي وجد فيها عجزا كبيرا، فنتيجة الضغوطات الاجتماعية الكبيرة اضطرت الحكومة في السابق لزيادات في الوظيفة العمومية لامتصاص الغضب لكن الإنتاج لم يكن يتطور بنفس النسق على حدّ قوله، كما بيّن أنّ الحكومات السابقة اقترضت لمدى 3 سنوات لتتمكن من دفع الرواتب.
و فيما يتعلق بكثرة الزيارات الخارجية التي أدها رئيس الحكومة إلى عدد من الدول العربية والأوروبية، ولواشنطن، أبرز أنّها تتنزّل في إطار التعارف لأنّه يجب أن نتعرف على من نتعامل معهم حسب قوله، كما أكد أنّ هذه الزيارات كانت ترمي لأكثر من ذلك، “فزيارتي لأميركا مثلا والتي استغرقت عدة ساعات لم تكن للتعارف فحسب، بل أيضا للتحدث حول الوضع في تونس وإلى ما نطمح إلى تحقيقه على المدى القصير والمتوسط، وعلاقاتي مع الدول الأخرى علاقة احترام متبادل وأبحث دائما عن سبل الشراكة” وفق تصريحه.