ارتفع العجز التّجاري لمبادلات تونس مع الخارج بـ28 بالمائة في الرّبع الأوّل من السّنة الحالية ومقارنة بذات الفترة من العام الماضي ليبلغ قيمة 813.4 م.د حسب أحدث البيانات الصّادرة عن المعهد الوطني للإحصاء.
وتشير الأرقام الى تسارع كبير في واردات المؤسّسات التّونسيّة من معدّات وتجهيزات وبـ29.5 بالمائة الى 1.14 مليار دينار و 33 بالمائة بالنّسبة للمواد الأوّليّة ونصف المصنّعة الى 1.7 مليار دينار وفي ذات الفترة وهو ما سبّب في تسارع نسق العجز، لكن في المقابل فإنّ هذه الأرقام تؤشّر في ذات الوقت الى انتعاشة في الصّناعة الوطنيّة خاصّة منها الصّناعات الميكانيكيّة والكهربائيّة والإلكترونيّة.
ويلاحظ من جهة أخرى وعلى مستوى الميزان الغذائي انّ واردات تونس من الموادّ الفلاحيّة والصّناعات الغذائيّة قد قفزت بـ62 بالمائة في الرّبع الأوّل من العام الحالي وبلغت 488 م.د تقريبا الاّ انّ الصادرات التّونسيّة من هذه الموادّ تمكّنت من مقاومة هذا المنحى المتسارع للواردات ليسجّل الميزان الغذائي فائضا بـ14 م.د تقريبا. يذكر أنّ تونس تستورد بالأساس على مستوى الموادّ الغذائيّة الحبوب.
هذه العوامل الأساسيّة ساهمت الى حدّ كبير في تفاقم عجز التّجارة الخارجيّة نتيجة ارتفاع الواردات عامّة بـ26.5 بالمائة الى 5.5 مليار دينار وبنفس النّسبة للصّادرات والى 4.7 مليار دينار لتغطّي هذه الأخيرة نحو 85 بالمائة من الواردات.