تونس- افريكان مانجر
تزامنا مع انطلاق موسم الحج اليهودي الى كنيس الغريبة بجزيرة جربة والموافق ليومي 6 و7 ماي الجاري، أكد وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي أن تونس بلد آمن و أن الدولة التونسية قادرة على حماية سكان الجزيرة و زوارها و كذلك الجالية اليهودية في تونس وأنها تسهر على أمنهم سلامتهم في بلادهم موفرة لهم مناخا آمنا أحسن مما يتوفر في الكثير من الدول .
تهديدات جدّية
ويأتي هذا التوضيح على خلفية بيان المكتب التابع لرئيس الوزراء الصهيوني “بنيامين نتانياهو” وقد اكد فيه ان “آخر المعلومات تشير إلى أن هناك مشاريع لاعتداءات إرهابية ضد أهداف صهيونية أو يهودية في تونس”، مشددا على ‘جدّية التهديدات “. ونظراً الى هذه التهديدات نصح المكتب الإسرائيليين واليهود بعدم السفر إلى تونس.
وأضاف وزير الداخلية خلال زيارة اداها صباح اليوم الأحد 3 ماي 2015 زيارة إلى جزيرة جربة من ولاية مدنين للاطلاع على آخر الاستعدادات قبيل انطلاق موسم الحج إلى الغريبة في جربة، أن تونس بلد التسامح وستبقى كذلك”أحب من أحب وكره من كره” حسب قوله في تصريح إعلامي.
تعزيزات امنية بجربة
وفي السياق ذاته، نفى مسؤول بوزارة الداخلية لوكالة الأنباء الفرنسية ,أمس السبت وجود لتهديدات بإعتداءات تستهدف اليهود أو الإسرائيليين في تونس، مفندا بذلك ما ذكره مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو بهذا الخصوص. كما أكد ذات المصدر أن السلطات التونسية اتخذت كل الإجراءات لضمان نجاح الحج إلى الغريبة.
وللاشارة فان جزيرة جربة تشهد منذ اسابيع تعزيزات أمنية كبيرة استعدادا لموعد الزيارة السنوية لمعبد الغريبة اليهودي، حيث تمركزن فرق مشتركة لمختلف الأسلاك الأمنية والعسكرية بمداخل الجزيرة وبالمنطقة السياحية والطريق المؤدية إلى معبد اليهود الغريبة.
توقعات بقدوم 3 الاف حاج يهودي الى تونس
وقد افاد رئيس جمعية الغريبة و رئيس “كنيس الغريبة “بجربة ,بيريز الطرابلسي في وقت سابق ل “لافريكان مانجر أن حوالي 200 يهودي من دول مختلفة على غرار كندا و فرنسا و “اسرائيل ” أكدوا مشاركتهم في موسم حجهم السنوي إلى كنيس “الغريبة” في جزيرة جربة .
و توقع بيريز في ذات التصريح ارتفاع عدد الوافدين هذه السنة ليصل ال3000 حاج يهودي مشيرا إلى انه سيتجاوز عدد السنة الماضية الذي وصل لحدود ال2000 حاج يهودي بحسب تعبيره .
من جهة أخرى أكد المصدر ذاته أن عددا من “اليهود الاسرائليين ” عبروا عن رغبتهم للقدوم للحج هذه السنة .
و اضح رئيس “كنيس الغريبة” عدم وجود مخاوف لديهم من الاوضاع الامنية في تونس و من الارهاب مؤكدا ثقتهم في الحكومة التونسية و الامن التونسي في حماية “التظاهرة الدينية الخاصة بهم ” .
ويشرع اليهود منذ نحو 200 عام في الحج إلى هذا الكنيس لإقامة طقوس دينية واحتفالات. وتقام شعائر هذا الحج عادة في اليوم الثالث والثلاثين من الفصح اليهودي .
وتتمثل هذه الاحتفالات في إقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على “بركة” حاخاماته وذبح قرابين (خرفان) والغناء في أجواء من الفرح وتناول نبيذ “البوخة” المستخرج من ثمار التين والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم.
وتقول لافتة معلقة داخل الكنيس ومكتوبة بأربع لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية) “يرجع عهد هذا المقام العتيق والمقدس المعروف بالغريبة إلى عام 586 قبل الحساب الإفرنجي أي منذ خراب الهيكل الأول لسليمان تحت سلطة نبوخذ نصر ملك بابل وقد وقع ترميمه عبر العصور
و قد تعرض كنيس الغريبة سنة 2002 إلى هجوم انتحاري بواسطة شاحنة محمّلة بالغاز ، نفذه تونسي مقيم بفرنسا وتبناه تنظيم “القاعدة”. وقضى في الهجوم 21 شخصا (14 سائحا ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيان اثنان) بالإضافة إلى الانتحاري.
وتمثل الديانة اليهودية في تونس ثالث أكبر ديانة في البلاد يعتنقها نحو 1800 يهودي، ثلثهم متواجد في العاصمة، والباقي يعيش في جزيرة جربة ومدينة جرجيس. و قد أقامت طائفة يهودية بحسب التقرير العالمي لحرية الديانات في البلاد لأكثر من 2500 سنة .