تونس –افريكان مانجر
إنتحاري يفجر نفسه بمنطقة الكورنيش الساحلية بمدينة سوسة، و اخر كان ينوي تفجير روضة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، فيما تتحدّث تقارير إخبارية أخرى عن وجود قنبلة بأحد المقاهي بالمرسى و حجز متفجرات بأحد المنازل بالمنستير وبمدن تونسي أخرى في وقت متزامن.
حالة من الإستنفار الأمني القصوى التي استفاقت على وقعها تونس لتدّق ناقوس الخطر بعد أن تحوّلت العمليات الإرهابية من المناطق الجبلية إلى المناطق الآهلة بالسكان و تحديدا المدن الكبرى ذات الإشعاع الدولي و العاصمة.
و المتأمل للمشهد السياسي التونسي يدرك أن التردّي الأمني هذا كان متوقعا بشهادة العديد من المراقبين و المتابعين للشأن الداخلي.
و اليوم و في ظل هذا التصعيد الخطير فإن المتخصصين الأمنيين و المحللين يؤكدون مجددا أن تونس على فوهة بركان وأن الإرهاب دخل إلى تونس من الباب الكبير و عليه فإن الحكومة المؤقتة مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالتحرّك و إيقاف نزيف الإرهاب و أخذ القرارات اللازمة في حماية الأمن القومي.
خبراء أمنيون :الحكومة تقاعست في حماية الأمن القومي
قال المؤرخ التاريخي و المحلل العسكري فيصل الشريف إن تونس و بحدوث التفجير الانتحاري اليوم 30اكتوبر 2013 بنزل رياض النخيل بسوسة دخلت مرحلة خطيرة تعتمد على استعمال الانتحاريين.
حيث تحولت العمليات الإرهابية من المناطق الجبلية إلى المدن الكبرى و الساحلية.
و قد حمّل محدثنا الحكومة المؤقتة المسؤولية في تدهور الوضع الأمني إلى هذا الحدّ لأنها لم تعطي الفاعلية القصوى للعمل الاستخباراتي في جمع المعلومات و تقاعست على حدّ قوله في حماية الأمن القومي.
و أضاف المحلل العسكري أن هذه المجموعات باتت اليوم تهدد وبشكل واضح الأمن التونسي و الاقتصادي و السياحي حيث تشير المعطيات إلى أنها تمتلك أسلحة و متفجرات و حرية كبيرة في التنقل منذ سنتين.
في المقابل، استبعد المصدر ذاته أن يتكرر السيناريو العراقي في تونس لوجود عدّة اختلافات بين الدولتين حيث تعاني الأولى من عدّة أطياف دينية سنة وشيعية وأكراد…….مشيرا في السياق ذاته إلى أن طريقة تنفيذ العملية الارهابية بسوسة يؤكد أن المنفذين “هواة” و ليسوا محترفين و يبدو أنهم أشخاص حاولوا ردّ الفعل على اعتقال السلفيين خلال الفترة الأخيرة.
السلفية الجهادية مصممة على المواجهة
من جانبه إعتبر الأستاذ و الباحث الجامعي منصف ونّاس أنه بات من الواضح اليوم أن السلفية الجهادية مصممة على المواجهة بقوّة. و ما يفسر السرعة القصوى في المرور إلى المواجهة مع الدولة هو وجود أطراف تعمل على تحويل تونس إلى دولة فاشلة و ايجاد ملاذ جديد لتنظيمات التكفيرية المتشددّة.
و استبعد محدثّنا أن يكون لاختيار منطقتي سوسة و المنستير علاقة بالتفجيرات التي وقعت في ثمانينات القرن الماضي وقال إن الإرهابيين تعمدوا اختيار منطقة مرتبطة كثيرا بالسمعة الاقتصادية لتونس على المستوى الدولي.
مزيد من التوترات الأمنية
و في المقابل توّقع الخبير الأمني مازن الشريف أن تشهد تونس في الفترات القادمة مزيدا من التوترات الأمنية لأنه و على حدّ قوله فإن الحكومة الحالية لا تملك من الخبرات و الكفاءات التي تجعلها قادرة على التصدي لكل ما من شأنه أن يهدد الأمن العام.
تقرير أمريكي يستبق الأحداث
وكان تقرير أميركي صدر يوم 28 اكتوبر الجاري قد حذر من تهديد خطير محتمل ستشهده تونس خلال أربعة أسابيع ، في رسالة موجهة للرعايا الأميركيين المقيمين في تونس.
ونشر هذا التقرير في موقع مستجدات الأخبار الأمنية في تونس والذي يشرف عليه المنسق الأمني للسفارة الأميركية في تونس لدى المدرسة الأميركية المعروف بـ “دايفد سيكيوريتي”.
وجاء في التقرير أن حدثا أو ظرفا ما سيحصل في تونس وسيكون مفاجأة كبرى لصناع القرار في تونس وسيكون تهديدا جسديا من غير الإفصاح ما إذا كان هذا التهديد عبارة عن عملية اغتيال سياسي جديدة لتكون الثالثة من نوعها في تونس بعد مقتل المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
و في انتظار ما ستسفر عنه قادم الأيام فإن الملاحظين للوضع الميداني يجمعون على ضرورة قيام الحكومة الحالية بإجراءات عاجلة لحماية الأمن القومي .
ب م