تونس-افريكان مانجر
ذكرت شبكة مراقبين لمراقبة المسار الانتخابي في تقريرها الدوري عن الانتخابات أن الأيام الأولى لتسجيل الناخبين التونسيين بالقائمات الانتخابية سجلت ضعفا في نسبة الإقبال على مراكز التسجيل ولفتت الشبكة الانتباه إلى وجود عديد النقائص التقنية في مناطق من ولايات تونس و المنستير والكاف ونابل وسوسة و صفاقس و قفصة وقبلي.
و أوضح تقرير شبكة مراقبين أن هذه النقائص تتمثل في إغلاق مراكز تسجيل وعدم وجود أدلة موجهة للمواطنين على أماكنها والانقطاع المستمر للربط الالكتروني وعدم فاعلية التسجيل بواسطة الهاتف الجوال وعدم توفر مستلزمات التسجيل في مراكز التسجيل المتنقلة.
ومن جهتهم حذر العديد من المراقبين و السياسيين من إمكانية عزوف التونسيين من ثاني انتخابات تشهدها تونس بعد ثورة 14 جانفي 2011 خاصة بعد “خيبة أمل التونسيين من أداء الأحزاب المنتخبة في الانتخابات الماضية من جهة و أداء المعارضة من جهة أخرى .
أكثر من 50 بالمائة من التونسيين غير مهتمين
في السياق ذاته أظهرت مؤخرا دراسة ميدانية لاستطلاع الآراء أن 57 بالمائة من التونسيين لا يعيرون أي اهتمام للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها في الخريف القادم، وأن 61 بالمائة منهم لا يعرفون إلى حد الآن لمن يمنحون أصواتهم نظرا لغياب برامج واضحة للأحزاب المتنافسة.
ولاحظت الدراسة، التي أعدها المركز التونسي لاستطلاع الآراء ، أن نسبة العازفين عن المشاركة في الانتخابات ترتفع في الأحياء الشعبية والجهات المحرومة لتناهز 71 بالمائة، وهو مؤشر على حالة الإحباط التي تعيشها قطاعات واسعة من الفقراء والمهمشين الذين لا يرون فرقا بين هذا الحزب أو ذاك طالما لم يتقدم ببرامج توفر لهم مقومات العيش الكريم والرخاء الاجتماعي.
هذا و انطلقت يوم الاثنين الماضي 23 جوان 2014 عملية تسجيل الناخبين للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة في كامل أنحاء البلاد لتتواصل الى غاية يوم 22 جويلية 2014 المقبل.
عزوف يؤدي إلى سيطرة حزب واحد
و أشار مراقبون إلى أن عزوف التونسيين عن الذهاب لموعد “مصيري ” للبلاد التونسية يمكن أن يتسبب في إعادة سيطرة حزب حاكم على السلطتين التشريعية و التنفيذية مثلما كان هو الأمر في انتخابات 23 أكتوبر حيث سيطر حزب حركة النهضة على كل من مجلس النواب و على حكومات ما بعد الثورة . في مقابل ذلك لم تقم “أحزاب المعارضة ” و التي تحصلت على اقل نسبة تصويت ,بمهامها الرئيسية في المشهد السياسي حيث طغت عليها التجاذبات الحزبية دون تقديم حلول أو بدائل عملية للمواطن التونسي الذي افتقد إلى الأمن و حسن المعيشة .
هذا و قد بلغت نسبة المشاركين في الانتخابات السابقة حوالي الأربعة ملايين تونسيا تحصلت فيها حركة النهضة على 41 بالمائة من الأصوات و على الأغلبية البرلمانية يليها حزب المؤتمر من اجل الجمهورية بنسبة 13.4 بالمائة ثم العريضة الشعبية للحرية و العدالة و التنمية بنسبة 12 بالمائة .
فقدان الثقة في الأحزاب
و اظهر تراجع إقبال عدد من المواطنين للاجتماعات الحزبية التي تقوم بها الأحزاب في المدن في المدة الأخيرة غضب المواطنين و فقدانا للثقة في الأحزاب التي صوتوا لها على أساس تنفيذ برامج معينة لم يتم منها تحقيق أية مطلب .
وتظهر في هذا السياق نتائج دراسة المركز التونسي لاستطلاع الآراء أن التونسيين فقدوا الثقة في الأحزاب السياسية التي جربوها في الحكم منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق.
و تؤكد هذه الدراسة أن هناك قطيعة سياسية بين التونسيين وعشرات الأحزاب التي لا تظهر إلا عبر وسائل الإعلام لتبدي مواقف فضفاضة بدل تقديم برامج تميز بعضها عن بعض وتعالج المشاغل الحقيقية للمواطنين الذي سئموا الوعود.
ضعف العادات الانتخابية لدى التونسي
من جهة أخرى رجح خبراء عدم إقبال التونسيين في الانتخابات الأولى و الثانية لنقص “العادات الديمقراطية ” في المجتمع التونسي الذي لم يتعود على “التعددية الانتخابية ” الا بعد ثورة الرابع عشر من جانفي لسنة 2011 .
بينما رأى آخرين أن كثرة الأحزاب السياسية في تونس جعلت من المواطن التونسي العادي محتارا في الاختيار خاصة مع تشتت التحالفات السياسية و العائلات الحزبية بقدوم الانتخابات .
ولم يستبعد البعض الأخر من الخبراء إمكانية إقبال عدد كبير من التونسيين على التسجيل في الأيام الأخيرة من موعد انتهاء المهلة المحدد للتسجيل في القائمات باعتبار أن من عادات التونسي القيام بأعماله في آخر الأوقات .