افريكان مانجر-وكالات
قالت مصادر دبلوماسية أوروبية متابعة لملف الأزمة الليبية، إنّ مسؤولين ليبيين مقربين من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، زاروا العاصمة الفرنسية باريس قبل نحو أسبوعين من بدء هجومه على العاصمة طرابلس. وبحسب المصادر التي تحدّثت لـ”العربي الجديد”، فإنّ الزوار الليبيين سمعوا من مسؤولين فرنسيين تأكيدات بأنّ “باريس غير راضية عن وجود شخصيات ومجموعات متطرفة ضمن المليشيات التي تقاتل بجانب حكومة الوفاق المعترف بها دولياً برئاسة فائز السراج”، الأمر الذي يوضح أن فرنسا تتعاطى مع الأزمة الليبية بمعايير مزدوجة وغير شفافة، على حد تعبير المصادر.
وكانت فرنسا وإيطاليا وأميركا وبريطانيا والإمارات قد أصدرت بياناً، عقب بدء عملية حفتر ضدّ طرابلس، تضمن إدانة للعنف ودعوة لإعطاء فرصة للحلّ السياسي الذي يحاول المبعوث الأممي غسان سلامة، والمدعوم علناً من فرنسا، الدفع به. لكن ما تؤكده المصادر بأن باريس لا تزال ترى أنّ “حفتر هو الرجل الأقوى والذي يمكن الاعتماد عليه في المرحلة الحالية”، ليس فقط بسبب تحكمه في مصادر النفط ورغبتها في تأمين مصالح شركاتها العملاقة ومزاحمة الشركات الإيطالية المنافسة، لكن أيضاً لمنع إيطاليا من التحكم في منطقة استراتيجية مهمة كليبيا، ترى فرنسا أنها يمكن أن تمثل الامتداد الطبيعي لسيطرتها الثقافية على المغرب العربي.
إلا أنّ المصادر نفسها أكّدت أنّ الرؤية النهائية لفرنسا إزاء حفتر لا تتفق بالضرورة مع رؤى الدول العربية الداعمة للواء الليبي أو مع وجهة نظر روسيا، إذ تعتبر باريس أنّ الاعتماد عليه مرحلياً ممكن، للضغط أو للخروج بأكبر قدر من المكاسب، لكنها لا تراه الشخص المناسب لقيادة ليبيا في المستقبل. وبحسب المصادر، فإن فرنسا لا ترغب في خلق نظام “ألعوبة” تابع بشكل كامل لدول عربية أخرى.