تونس-أفريكان مانجر
رغم فتح باب التّرشّح للانتخابات الرّئاسيّة، تتواصل الى غاية اليوم حملة جمع التّزكيات، وقد رصدت “أفريكان مانجر” نهاية الأسبوع المنقضي في شارع الجمهوريّة قرب محطّة المترو مجموعة من الفتيات الجميلات والأنيقات، الى جانب عدد من الشّبان الذين لا يتجاوز سنّهم الـ 25 سنة يلبسون أقنعة كتب عليها الجبهة الشّعبيّة، ويقومون بحملة استقطاب للمارّة للفوز بأصوات جديدة من المزكّين لترشيح حمّة الهمّامي للرّئاسيّة، مع الإشارة الى أنّ حملة الحصول على تزكيات صاحبتها بعض الاحتجاجات من قبل المواطنين، معتبرين ايّاها عمليّة غير شرعيّة.
اغراءات لجمع التزكيات
وفي نفس الإطار، علم أنّ “أفريكان مانجر” علمت من مصادرها الخاصّة أنّ هذه العمليّة نجحت في جمع عدد كبير من المزكّين وقد قاربت الجبهة الشّعبيّة حسب نفس المصادر على جمع 10 الاف صوت، غير أنّ شرعيّة مثل هذه الحملات لجمع مزكيّن جدد، تبقى محلّ جدل، حيث اعتبر بعض المراقبين الالحاح على المواطنين لتزكية المترشّحين للرئاسيّة عمليّة ضغط تتناقض مع القانون الانتخابي، في حين اعتبر البعض الاخر أنّ تلك العمليّة شرعيّة ولا يمكن الحديث عن وجود تجاوزات الا اذا ثبت بالدّليل والبرهان اعتماد بعض الاحزاب على عنصري الاغراء والاكراه للحصول على تزكيات جديدة.
وبين مؤيّد ومعارض لحملة جمع التّزكيات في المناطق التّي تشهد حركيّة، قال كمال الغربي رئيس جمعيّة أوفياء إن حملات جمع التّزكيات شرعيّة حتّى وان كانت بالالحاح، حيث تبقى مسألة الرّفض أو القبول من شأن المواطن ولا يمكن اعتبارها وسيلة ضغط مادامت لم تصاحبها عمليّة اغراء أو اكراه.
من جهة أخرى، تجدر الإشارة الى أنّ “أفريكان مانجر” علمت من مصادر موثوقة أنّ عدد من الأحزاب قامت بالاستعانة بأعوان من مختلف شركات الاتّصالات المتمركزة في تونس وحصلت على قوائم حرفائها بارقام بطاقات تعريفهم وعناوينهم واردجتهم ضمن المزكّين حتّى يتمكّنوا من جمع 10 الاف صوت للتّرشّح للرّئاسيّة، وقد أكّدت بدرة قعلول رئيسة المركز الدّولي للدّراسات الاستراتيجيّة الأمنيّة والعسكريّة في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّها أعلمت الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات بذلك.
نشر قائمة المزكين
ويذكر أنّ ليلى بحريّة رئيسة مرصد شاهد لمراقبة الانتخابات ودعم التّحوّلات الدّيمقراطيّة في تصريح سابق لـ “أفريكان مانجر” أنّ رقابة الهيئة لا يجب ان تنحصر في حدّها الأدنى اي التّثبّت من بطاقة التّعريف ومن وجود شخص يزكّي أكثر من مترشّح، مبرزة أنّه لضمان نزاهة عمليّة التّزكية، فإن مرصد شاهد يقترح أن يتمّ نشر قائمات المترشّحين مع قائمة المزكّين لكلّ واحد منهم لا فقط على الموقع الرّسمي للهيئة العليا المستقلّة للانتخابات بل في مقرّات الهيئات الفرعيّة والبلديّات والمعتمديات والعمادات.
كما بيّن كثير بن عبد الرّحمان بن خليفة منسّق وطني في برنامج عين على الانتخابات في تصريح سابق لـ “أفريكان مانجر” أنّه مادامت التّزكية للرّئاسيّة مجرّد امضاء، فانّ خطر التّلاعب بالامضاءات وارد جدّا، حيث يمكن لبعض الأشخاص الحصول على قائمات أرقام بطاقات تعريف عمّال بالمعامل والمصانع والمؤسّسات وادراجها ضمن قائمات التّزكيات الخاصّة بهم، مضيفا أنّ الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات لم تأخذ بعين الاعتبار عنصر التّلاعب في مثل هذه المسائل، ودعا نفس المصدر الهيئة الى التّثبّت من قائمات المزكّين من خلال أخذ عيّنات من كلّ قائمة والتّثبّت من مدى صحّتها.
هدى