تونس – افريكان مانجر – وكالات
مع بداية العد التنازلي لحلول موعد الانتخابات التشريعية المُقرّر اجراءها يوم 26 اكتوبر المقبل، كشفت وزارة الداخلية عن وجود تهديدات جدّية لإفشال المسار الانتخابي في تونس.
السيطرة على مناطق شاسعة من الشعانبي
و في تصريح للوزير لطفي بن جدو اتهم بعض الاثرياء العرب بتقديم الدعم المادي للتنطيمات الارهابية، مضيفا في مقابلة مع قناة” العربية “أن القاعدة تمكنت من التواجد في تونس و تحديدا في كل من ولايات القصرين والكاف وجندوبة في الوسط والشمال الغربي للبلاد، وهو وجود يعود الى أواخر العام 2012.
كما اوضح وزير الداخلية أن ما يميز هذا الحضور للقاعدة هو كون التونسيين هم الأقلية فالقيادات أجنبية والتمويل قادم من مالي ومن بعض الأثرياء العرب والسلاح قادم من ليبيا وقد نجحت الأجهزة الأمنية في حصر وجود هذه العناصر في الجبال ويتم العمل على طردهم منها والقضاء عليهم إذا ما توفرت التجهيزات الضرورية، وقد تمكن الجيش التونسي ووحدات القوات الخاصة الأمنية من تحقيق نجاحات وتوجيه ضربات قوية للإرهابيين كما تمت السيطرة على مناطق شاسعة من الشعانبي.
صواريخ محمولة على الحدود مع ليبيا
وحول تدفق الأسلحة من ليبيا، أوضح الوزير أن الأوضاع في ليبيا وعدم قدرة حكوماتها على السيطرة على الأوضاع فاقمت من تدفق السلاح باعتبار أن تنظيم أنصار الشريعة في تونس له نظير في ليبيا وأن السلطات الأمنية تتصدى على مدار الساعة لعمليات التهريب، وقد سجل تهريب السلاح تحولا فبعد أن كان يتم ضبط الرشاشات والقنابل اليدوية تطور الأمر الآن لتضبط السلطات الأمنية الصواريخ المحمولة والأسلحة التي تعد نوعا ما ثقيلة، وقد تم إنشاء منطقة عازلة بين تونس وليبيا لوقف تدفق السلاح ووقف عودة التكفيريين التونسيين الذين تدربوا في ليبيا.
و في سياق متصل قال لطفي بن جدّو إن الأجهزة الأمنية في بلاده منعت في الأشهر الأخيرة أكثر من 9000 شاب تونسي من الشباب والفتيات من مغادرة تونس للالتحاق بالجماعات المقاتلة في سوريا، استنادا إلى قانون جواز السفر التونسي الذي يتيح لوزير الداخلية سحبه إذا ما ثبت استخدامه في ما يهدد أمن البلاد.
استعدادات امنية مكثفة خلال شهري اكتوبر و نوفمبر
وأضاف الوزير أن هذا المنع تبنته فرنسا مؤخرا وتسعى بلدان أخرى الى اعتماده، وقال بن جدو إنه بالتحقيق مع هؤلاء تبين أن حظهم من العلم قليل وأن كثيرا منهم من أصحاب السوابق الجنائية، وقد تم التواصل مع عائلاتهم ويتم الآن العمل على برنامج لتأهيلهم بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية ووزارة الثقافة من أجل تبيان الدين الصحيح.
وطمأن بن جدو التونسيين بأن الاستعدادات تتم على قدم وساق لتأمين سير الانتخابات التي ستشهدها تونس خلال شهري أكتوبر ونوفمبر القادمين، مبينا أنه تم وضع الخطط الكفيلة بتأمين الهيئات الانتخابية ومراكز الانتخابات ووضع خطط بديلة لمسارات توزيع المواد الانتخابية، مؤكدا جاهزية الأجهزة الأمنية وانتشارها على جميع أنحاء البلاد.
وشدد بن جدو على جدية التهديدات للعملية الانتخابية مشيرا الى إصدار كل من أبو عياض زعيم أنصار الشريعة في تونس ودرودكال زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لبيانات تهدد العملية الانتخابية التونسية، مشيرا الى أهمية تنظيم هذه الانتخابات باعتبارها تمثل نقطة الانتقال في البلاد من الوضع المؤقت الى الوضع الدائم الذي سيحقق الاستقرار.
الوزارة بعيدة عن التجاذبات الحزبية
وقال الوزير إن وزارة الداخلية ولتأمين العملية الانتخابية لا تتوقف جهودها على الجانب الأمني فحسب بل قامت بإجراء سلسلة تغييرات شملت إدارة الوزارة على عدة مستويات على المستويين الجهوي والمحلي بهدف تطبيق خارطة الطريق وما توصل له الحوار الوطني الذي كان من نتائجه تحييد المسؤولين المحليين ممن لهم علاقة بالعملية الانتخابية، وهو ما تم فعلا فقد قامت الوزارة بإعفاء كل من له انتماء ولون سياسي، فتم تغيير 200 من المعتمدين ونحو 75 بالمائة من الولاة وبالتالي فإن الإدارة باتت تتمتع بالحيادية بعيدا عن التجاذبات الحزبية، وهي ضرورة تتطلبها هذه المرحلة واثر الانتخابات من حق الفائزين إعادة تعيين من يرغبون مثلما هو معمول به في الديمقراطيات.
لا وجود ل”داعش” في تونس
وأكد بن جدو على عدم إلقاء القبض على أي شخص ينتمي الى تنظيم داعش في تونس كما لم يتم رصد أي وجود لهذا التنظيم حتى الآن على الأراضي التونسية.
وفيما يتعلق بالتقديرات المتعلقة بعدد التونسيين الملتحقين بداعش، قال بن جدو إن التقديرات الأمنية تشير الى أن عددهم في حدود 2500 شخص عاد منهم نحو 250 شخصا تم تقديمهم للقضاء وقد أودع معظهم السجن بتهمة الانتماء الى تنظيم إرهابي في الخارج وقد تم إنشاء قاعدة بيانات لهؤلاء من أجل إطلاق مبادرة في وقت لاحق وهي الدخول في حوار بمشاركة أطراف أخرى مثل وزارة الشؤون الدينية ووزارة الثقافة مبينا أن استراتيجية محاربة الإرهاب شهدت تحولا نوعيا في تونس حيث إنها لن تقوم على المعالجة الأمنية، بل تتعدى ذلك الى المواجهة الفكرية.