تونس- افريكان مانجر
تحتضن تونس يومي 24 و25 سبتمبر القادم أول دورة للمنتدى المتوسطي لتخفيض الكربون Decarbo med 2024، تحت شعار نحو متوسط خال من الكربون.
و استنادا لما أكده مدير عام وكالة التحكم في الطاقة فتحي الحنشي، في تصريح لموقع افريكان مانجر على هامش ندوة صحفية بمقر الوكالة خصصت للإعلان عن برنامج المنتدى، فان هذا المنتدى يُعد خطوة في اتجاه تحقيق تونس لا لتزاماتها الدولية المتصلة بالتغيرات المناخية و تعزيز الانتقال الطاقي العادل و المستدام في المنطقة المتوسطية.
و يتنزل المنتدى في إطار العمل على تفعيل الالتزام الدولي الذي صادقت عليه الدولة التونسية ضمن قمة المناخ في باريس وسعيها إلى تخفيض الكثافة الكربونية بنسبة 45 % سنة 2030 حيث يقدر تخفيض انبعاث الغازات الدفيئة المزمع تحقيها 87.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون متأتي بشكل رئيسي من قطاع الطاقة بحصة 72%.
و أشار الحنشي، إلى أن المؤسسات المصدرة التونسية ستصبح بحلول سنة 2026 مُطالبة بشهادة البصمة الكربونية التي تتضمن مستوى انبعاثات الكربون بالمؤسسة، وهو ما يتطلب مساعدتهم لمواجهة التحديات لبلوغ مرحلة الحياد الكربوني من خلال عديد الاليات التي من بينها المنتدى المتوسطي لتخفيض الكربون الذي سيكون مناسبة لإيجاد حلول لمختلف الصعوبات المطروحة فضلا عن بحث فرص التمويل، سيما و ان بلادنا تحتاج الى 19 مليار دولار بحلول سنة 2030 للحد من انبعاثات الكربون.
ويهدف 2024 DecarboMED إلى تقديم مختلف الآليات والتكنولوجيات مجال تخفيض محتوى الكربون عن طريق الخبراء و صناع القرار و ممثلي المنظمات الوطنية و تبادل المعارف و استكشاف تقنيات جديدة وتحديد فرص التعاون بهدف تسريع الانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون في منطقة البحر المتوسط، فضلا عن تقديم الآليات و الحلول للمؤسسات في هذا المجال و إقامة شركات دولية للتخفيض من انبعاثات الكربون.
كما أعلن الحنشي، عن إطلاق مبادرة بيئية جديدة بالتزامن مع المنتدى تتمثل في زراعة أشجار الزيتون تهدف الى تعويض الانبعاثات الكربونية للمنتدى إلى جانب تعزيز التنوع البيولوجي ودعم جهود إعادة التشجير في المنطقة.
ويحتوي المنتدى على 7 حلقات نقاش و 5 ورشات ومعرض للمؤسسات الوطنية المتدخلة في التخفيض من الكربون و الميدان الطاقي وسيوفر مجالات للتعاون في الاستراتيجيات للتخفيض في انبعاث الكربون والهيدروجين الأخضر بين الدول المشاركة في المنتدى .
يشار الى أن المنتدى المتوسطي لتخفيض الكربون من تنظيم وزارة الصناعة والطاقة والمناجم عبر الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة بالشراكة مع الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة و الصناعات التقليدية و بمشاركة ممثلون رفيعو المستوى عن المنظمات الرائدة في المجال على غرار سفير الإتحاد الأوروبي بتونس والأمينة العامة والمديرة التنفيذية لمجلس الطاقة العالمي ومدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية والمكلف بالتنمية الصناعية، قسم إزالة الكربون والطاقة المستدامة بمظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية إضافة إلى ممثلين عن مختلف المؤسسات المكلفة بالانتقال الطاقي في بلدان ضفتي المتوسط كالمدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفائة الطاقة ورئيس الوكالة الفرنسية للبيئة والتحكم في الطاقة والمدير العام للمعهد الإسباني للتنويع والإقتصاد في الطاقة.
كما ستشهد هذه التظاهرة حضور نخبة من الخبراء والمختصين على غرار مدير المركز الأورومتوسطي لتغير المناخ والرئيس والمدير التنفيذي للمركز الدولي لبحوث التنمية بكندا.
كما سيتم أواخر الشهر الجاري و بالتزامن مع هذه التظاهرة، الإعلان عن منصة جديدة ستمكن المؤسسات الاقتصادية التونسية من الاطلاع على تجارب مؤسسات أخرى دولية في مجال إزالة الكربون و الاطلاع على نتائج الاستثمار في ميدان الطاقات المتجددة و النجاعة الطاقية و الاقتصاد الدائري.
و افاد الحنشي، أن هذه المنصة ستتضمن نموذجا لاحساب مستوى الكربون في المؤسسة و هي سابقة على المستوى الإقليمي، وفق تعبيره.
وستمكن المؤسسات من احتساب انبعاثات الكربون من خلال المعطيات التي تقدمها لضمان احترام الشروط و المعايير الدولية المعمول بها.
و لفت الى أن المنصة الجديدة ستحتوي كذلك على اكثر من 1000 مشغل سيقدم الآليات اللازمة لضمان التقليل من انبعاثات الكربون، مذكرا أن المؤسسات المصدرة ستكون مطالبة بحلول سنة 2026 بشهادة البصمة الكربونية لضمان استمرارية عمليات التصدير.