تونس- افريكان مانجر
تونس قادرة على الفوز بصفقات ومشاريع بقيمة 10 مليار دولار من برنامج إعادة إعمار ليبيا التي دمرتها الحرب، وهي قادرة أيضا على إقتناص ما لا يقل عن 500 ألف موطن شغل هناك، وفق ما أكده رئيس المجلس الأعلى لرجال الاعمال التونسيين الليبيين عبد الحفيظ السكروفي في حوار خصّ به “افريكان مانجر” الأربعاء 17 مارس 2021.
مصر… المنافس رقم واحد لتونس
وتعليقا على سعي تركيا للحصول على “النصيب الأسد” من المشاريع بطرابلس، قال المصدر ذاته إنّ المنافس الأول لتونس هي مصر مشيرا الى تركيا تعمل على استقطاب مشاريع عملاقة وضخمة وهي في منافسة مباشرة مع الصين وبريطانيا وإيطاليا، لافتا الى أنّ السوق الليبية هي متنفس تجاري واقتصادي واستثماري لتونس، متابعا ان ليبيا محتاجة لمختلف القطاعات من مواد غذائية وصناعية وطبية وبنية التحتية ومقاولات…
يشار الى حجم المبادلات بين تونس وليبيا تراجعت من 3,5 مليار دينار في سنة 2010 إلى ما دون مليار دينار، حاليا. وانخفضت صادرات تونس من المنتوجات الفلاحية والغذائية الى ليبيا مع موفي افريل 2020 بنسبة 17،5 بالمائة.
وشدد السكروفي على ان نجاح المشاريع يحتاج الى توفر عامل الاستقرار و”ليبيا اليوم نحو تحقيق السلام”، وهو مؤشر إيجابي على إعادة تنشيط الحركة الاقتصادية بين البلدين، وإعتبر ان زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيّد الى الشقيقة ليبيا، ورغم تأخرها نسبيا، فإنّها تفتح المجال لمزيد تعزيز التعاون على جميع الأصعدة خلال المرحلة القادمة.
وأفاد أنّه مع تحسن الوضع الأمني وارتفاع سعر صرف الدينار الليبي، فان رجال الاعمال التونسيين سيقبلون على الاستثمار في طرابلس مشيرا في هذا السياق الى ان الآونة الأخيرة شهدت استكمال اشغال مشاريع جديدة على غرار افتتاح مجموعة من سلسلة المطاعم ومحلات الحلاقة والميكانيك…
كما أكد انه تم الانتهاء من تشييد مشاريع في قطاع الصحة، حيث دخلت مصحات تونسية ليبية حيز الاستغلال فيما بلغت نسبة تقدم اشغال مشاريع أخرى في ذات المجال، 70 بالمائة.
“حجز أموال 242 شركة ليبية”
ودعا الى تنقيح قانون الاستثمار بما يخدم التنمية في البلاد ويساعد على استقطاب كبرى الشركات، وقال إنّ مناخ الاعمال الحالي لا يشجع استقطاب الاستثمار الأجنبي وانه يتوجب تذليل الصعوبات الادرية .
وكشف محدثنا انه يوجد حاليا نحو 242 شركة ليبية تونس “أموالها محجوزة ولا يمكن لاصحابها التصرف فيها بتعلة من اين لك هذا؟”، وفق تصريحه.
وشدد في ذات السياق على ضرورة تيسيير إجراءات العبور والتنقل للأشخاص وانسياب البضائع بين البلدين عبر تسهيل الإجراءات عند العبور ومنحهم امتيازات ، كما الى إعادة تنشيط اتحاد المغرب العربي.
جدير بالذكر ان السياسي الليبي محمد شوبار افاد في تصريح سابق لـ “افريكان مانجر” ان المعارك والنزاعات التي شهدتها المدن الليبيبة خلفت خسائر فادحة، على مستوى ضخ صادرات النفط بلغ حجم الخسائر نحو 200 مليار دولار فضلا عن الخراب الذي لحق البنية التحتية للموانئ والخزانات، اما الاضرار الذي لحقت الكثير من المدن سواء في الشرق او الغرب فقد قدرت بحوالي 100 مليار دولار، فضلا عن الخسائر البشرية الفادحة والتي لا تتوفر حاليا أرقاما رسمية بشانها.
وشدّد على الحكومة الجديدة ، سوف تتولى تقديم كلّ الأرقام الرسمية عن حجم الخسائر وكلفة إعادة البناء والاعمار للراي العام، وستعمل على تسريع انجاز المشاريع في مختلف المجالات الصحية والسياحية والنقل وشبكة الطرقات وبناء المطارات والحقول النفطية… لافتا الى ان العديد من الشركات شرعت فعليا في اعداد ملفاتها للمشاركة في إعادة الاعمار.
واكد ان ليبيا ستكون السوق الأكبر لتونس في اليد العاملة على مدى الـ 10 سنوات القادمة.
هذت وادى اليوم الأربعاء، رئيس الجمهورية قيس سعيد زيارة الي ليبيا حيث أجرى محادثات موسعة مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي.
ومثلت الاستحقاقات المقبلة للبلدين وفي صدارتها المسائل التنموية والاقتصادية، أبرز محاور المحادثات حيث تم الاتفاق على إعطاء دفع جديد للنشاط التجاري ووضع خطة عمل لتفعيل الجانب الاستثماري عبر تسهيل إجراءات العبور بين البلدين وتيسيير الإجراءات المالية بين البنك المركزي التونسي ومصرف ليبيا المركزي.