تونس-أفريكان مانجر
يخضع مؤشّر البورصة إلى عامل المؤشرات، حيث كلّما وقعت عمليّة ارهابيّة أو نفّذت اضرابات أو لم يتمّ اتّخاذ قرارات عاجلة أو جريئة… يتراجع مؤشّر البورصة ويتقهقر سعر صرف الدّينار، وخلافا للعادة ورغم وقوع عمليّة ارهابيّة بالقصرين الأسبوع المنقضي واغتيال 4 أعوان من الحرس الوطني، إلاّ أنّ مؤشّر البوصة لم يشهد سوى تراجعا طفيفا، كما أنّ سعر صرف الدّينار تحسّن بشكل ضعيف مقارنة بالدّولار، ورغم ذلك فإنّ المخاوف كبيرة من تأثير ذلك على السّياحة وعلى عدد السّائحين، خاصّة وأنّ الإرهاب سبق وأن أثّر السّنة الفارطة على القطاع السّياحي.
وفي هذا الإطار، قال وجدي بن رجب الخبير الاقتصادي في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ الترّاجع الطّفيف في مؤشّر البورصة لا يعود بالأساس إلى العمليّة الإرهابيّة الأخيرة في القصرين وإنّما بسبب تواصل الارتفاعات لمدّة 5 أسابيع متتالية، الشّيء الذي يجعل من التّراجع ولو بنسبة ضئيلة شيء طبيعي ومنتظر، مبرزا أنّ المخاوف اليوم من تأثّر قطاع السّياحة بات كبيرا، خاصّة وأنّه من المعلوم أنّ الحجوزات لفصل الصّيف تنطلق منذ شهر مارس وأفريل.
وأضاف نفس المصدر أنّ القطاع السّياحي لم ينطلق انطلاقة جيّدة مع بداية شهر جانفي الماضي حيث تراجع بنسبة 2.1 بالمائة مقارنة بسنة 2014، كما بيّن محدّثنا أنّ القطاع السّياحي تراجع سنة 2014 مقارنة بسنة 2013 بنسبة 3.2 بالمائة على مستوى عدد السّائحين وبـ 2.6 بالمائة بالنسبة لمداخيل السّياحة، مشيرا إلى أنّ هيكلة السّياحة في تونس تغيّرت وأصبحت مرتبطة بالليبيين اللذين هم في الأصل لاجئين في أغلبهم وليسوا سائحين، وهو مؤشّر لا يمكن التّعويل عليه لأنه بمجرد استقرار الأوضاع في ليبيا سيعود مواطنيها إلى أراضيهم.
وفي سياق متّصل، أوضح الخبير الاقتصادي أنّ نسبة السّائحين الفرنسيين تراجعت السنة الفارطة مقارنة بـ 2013 بنسبة 50 بالمائة مقابل 37 بالمائة بالنسبة للإيطاليين و25 بالمائة بالنسبة للبريطانيين و11 بالمائة بالنسبة للألمانيين، واليوم الخوف وكلّ الخوف على حدّ تعبيره من تأثير العمليّة الإرهابيّة في فرنسا والدانمارك على السّياحة في تونس، خاصّة مع ظهور بوادر حرب في ليبيا، مبرزا أنّ تونس في حاجة إلى العملة الصّعبة في ظرف يعاني فيه الميزان التّجاري من العجز ويعاني فيه الاستثمار من الرّكود.
من جهة أخرى، قال وجدي بن رجب أنّ تحسّن الوضع الاقتصادي في تونس مرتبط بالإشارات التي ستعطيها حكومة الصّيد وفق قراراتها وانجازاتها إلى الداخل والخارج على حدّ السواء، مبيّنا أنّ العمليّة الارهابيّة الأخيرة بالقصرين وضعت حكومة الصيد في امتحان صعب وان تكرّرت مثل هذه العمليّات على حد تعبيره من المتوقّع أن تتدهور الأمور أكثر خاصّة على المستوى الاقتصادي، وتشهد الحكومة مأزقا، ولذا يدعو محدّثنا الحكومة الى اتخاذ قرارات جرئية وعاجلة لتحسين الوضع الأمني والاقتصادي بالأساس، بحسب تعبيره.