تونس- أفريكان مانجر
خلصت دراسة متخصصة مؤخرا أن الصحافي في تونس يبقى هو الفاعل الرئيس في مجال استقاء الأخبار رغم مقولة “اعلام العار” التي تم الصاقها بالصحافي عامة لأغراض سياسية، فيما اعتبرت الدراسة أن المدون او الناشط بالفيسبوك لا يقدر على القيام بهذا الدور.
ولاحظ الباحث الأكاديمي التونسي المتخصص في مجال الاتصال صادق الحمامي أن هذا الاستنتاج كان أبرز ملاحظاته الأولية حول هذه الدراسة التي أنجزتها مؤسسة BBC media action حول نظرة التونسيين لأدوار الإعلام في مجال مسائلة الحكومة .واعتمدت الدراسة المسحية عينة تتكون من 1000 تونسي.
واعتبر هذا الباحث أنها من أهم الدراسات التي أنجزت حول علاقة التونسيين بالميديا منذ سنوات، في سياق غياب التمويل العمومي للبحث العلمي في هذا المجال.
وخلصت الدراسة المسحية (كمية) إلى نتائج مهمة جدا منها أن %54 من التونسيين يعتبرون أن الإعلام التقليدي يؤدّي دورا فاعلا في مسائلة الحكومة ومراقبة عملها في حين يأتي القضاء في المرتبة الثانية %49.
كما يمثل التلفزيون المصدر الرئيسي للناس في مجال استقاء الأخبار (%87) تليه شبكة الأصدقاء 50 % والعائلة 40 %.
كما يعتبر 51% من التونسيين أن التلفزيون يمثل مصدرا موثوقا للأخبار.
وتفند هذه النتائج أولا مقولة تعاظم دور الفايسبوك والميديا الاجتماعية في مجال استقاء الأخبار وتؤكد أن الصحفي يبقى الفاعل الرئيس في هذا المجال ولن يقدر المدون أو ناشط الفايسبوك على أداء هذا الدور المركزي الذي يقوم به الصحفي.
وتؤكد نتائج الدراسة أيضا أن مقولة “إعلام العار” التي يرددها أنصار الحكومة مقولة إيديولوجية سياسية لا تستند إلى أسس واقعية لأن هناك نسبة هامة من التونسيين يثقون في الميديا التقليدية رغم الحملات المنظمة لإفساد صورة الصحفي في المجتمع.
كما تفند الدراسة مقولة “سلطة الإعلام”. والصحفيون الذين يعتقدون أنهم يمثلون سلطة يشكلون ذهنيات الناس وآرائهم ومواقفهم فعليهم الإطلاع على نتائج هذه الدراسة التي تبين بكل وضوح أن %77من التونسيين يثقون في الأخبار ر المتداولة في محيطهم الاجتماعي (الأصدقاء والعائلة) مقابل % 51 بالنسبة للتلفزيون، مما يؤكد الدور الذي يلعبه السياق الاجتماعي في علاقة الناس بالميديا بشكل عام.
وخلص الباحث الأكاديمي بالقول إن الدراسة تبين أن المعرفة العلمية ضرورية للقطع مع التخمينات والتهويمات والخطابات الإيديولوجية لأن علاقة الناس بالميديا علاقة مركبة ومتعددة الأشكال، وفق المتخصص في الاتصال والإعلام صادق حمامي.