تونس-افريكان مانجر
جاء في تقرير ميداني لباحث تونسي منصف قرطاس، بمعهد الدراسات العليا في جنيف ومدير لبرنامج بحثي بالمعهد بعنوان “الأمن في شمال أفريقيا”، أن أكثر المناطق المستخدمة لتهريب الأسلحة والمخدرات هي مناطق “السباخ” الواقعة جنوب معبر «رأس جدير» حيث تتم هنالك عمليات تهريب الأسلحة الخطيرة وبكميات أكبر وذلك على اعتبار أن هذه المسالك خطيرة بالنسبة إلى المهربين وأيضاً بالنسبة إلى أعوان الأمن.
واعتبرت الدراسة أن هذه المناطق هي مناطق عبور خطيرة وهي التي تستخدم في تهريب السلاح خاصة .
و أظهرت الدراسة التي قام بها الباحث التونسي أن المسالك الجبلية أيضا هي مفتاح تنقل العناصر الجهادية من وإلى تونس و عبر الحدود الجزائرية وأشارت إلى وجود نسيج من المرشدين على طول هذه الحدود وهي بمثابة «الرادارات بشرية» التي تضمن المراقبة والتحكم في كل التحركات بين ليبيا وتونس و الجزائر على كل الحدود التي تكون معابر للتهريب المنظم.
جماعات سلفية على علاقة بالجزائر
و شدد قرطاس انه بالإضافة إلى تنظيم أنصار الشريعة توجد مجموعات سلفية أخرى على علاقة بأطراف في الجزائر وليست أقواها «أنصار الشريعة» تعمل في مجال تهريب الأسلحة معتبراً أن عمليات التهريب النوعية هذه تنفذتها جماعات متطرفة على علاقة وتنسيق كبير بعناصر إرهابية متمرسة في الجزائر، كما يشير إلى أن المسالك أو الأساليب المعتمدة والأسلحة المطلوبة توجه في أحيان كثيرة أصابع الاتهام إلى القاعدة في المغرب الإسلامي .
ثلاثة طرق للتهريب
و أوضح الباحث في تقريره البحثي أن هنالك ثلاثة أنواع من طرق التهريب التي تعتمدها الجماعات الإرهابية أولها «التهريب على طريقة النملة» و الذي يقوم على تهريب كميات من صغيرة من الأسلحة مثل المسدسات على سبيل المثال ويمكن تفكيك هذه الأسلحة وإخفائها في بضائع مختلفة، ويمكن أن يتم تمريرها عبر نقاط العبور الرسمية .
اما الطريقة الثانية فتكون عن طريق المهربين المختصين ، حيث لا يخصّص المهربون في هذه الحالة شاحنة كاملة لتهريب الأسلحة ولكن يتم ذلك من خلال تقديم طلب معين في أسلحة معينة يتم جلبها من ليبيا ولن يمروا عبر المسارات الرسمية ولكن مسارات خطيرة ويتم ذلك داخل شبكات ويتطلب تنظيماً وتحضيراً خاصاً، وعدد الأسلحة المهربة يكون محدوداً .
و بالنسبة للطريقة الثالثة المعتمدة في تهريب السلاح فهي طريقة فريدة من التهريب تسمى” البيك آب” الثلاث التي يتم رصدها من قبل الجيش التونسي و يمرون من مناطق مختلفة تماماً تكون خالية و قريبة من الحدود التونسية الليبية الجزائرية وهي عملية توصف بشبه العسكرية تكلف الكثير وتتطلب أشخاصاً مختصين على دراية كبيرة بطبيعة مثل هذه العمليات.
مخزون أسلحة في احواز العاصمة
إلى جانب المتطرفين العنيفين الذين يحاولون الحصول على السلاح، يشير التقرير إلى وجود سلفيين داعمين للجهاد، تكون قد كونت مخزوناً من الأسلحة الخفيفة الخفيفة المخبأة في الأحياء الفقيرة في أحواز تونس.
وأشار في السياق ذاته أن هذه الجماعات ارتبطت أيضاً بعمليات تهريب المخدرات والكحول مع ليبيا والجزائر، وهذا ما يؤكد امتلاكها لأسلحة خفيفة لحماية هذه التجارة غير المشروعة، ويرجح عديد الخبراء حسب التقرير أن تعمد هذه الجماعات إلى إخفاء أسلحتها لاستخدامها في اللحظة المناسبة في حال كانت هناك اشتباكات مع قوات الأمن .
ارتباط السلاح بشبكات التهريب
و أشار التقرير إلى أن تهريب السلاح هي” تجارة غير رسمية “يكون لها زعماؤها ولا يمكن تهريب السلاح عبر الحدود التونسية دون تنسيق مع كبار المهربين .
و قال الباحث التونسي أن عملية خطف الدبلوماسيين التونسيين هي في غالبيتها مرتبطة بتصفية حسابات وبصراع على السلطة في إطار عملية إعادة التشكيل التي تشهدها شبكات التهريب.
يذكر أن جماعات مسلحة ليبية قامت مؤخرا بخطف موظف بالسفارة التونسية بطرابلس بالإضافة إلى مستشار للسفير التونسي بليبيا في الأسابيع الماضية و طالب المختطفون بالإفراج عن الليبيين اللذين تم اعتقالهم في أحداث الروحية الإرهابية مقابل إطلاق سراح الديبلوماسيين التونسيين .
م.ق