تونس –افريكان مانجر
كشف رئيس كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية للفلاحة، بشير المستيري، ان الحليب التونسي لا يمكن بيعه الى فرنسا أو الى اي دولة بالاتحاد الاوروبي باعتباره انه ليس مطابق للمعايير المعمول بها هناك .
و اوضح في حوار لافريكان مانجر ، بان الحديث عن “نوعية الحليب و مواصفاته ” يطلب بالضرورة معرفة كل المسار الذي مر به هذا المنتوج الى حين وصوله لحلقة التصنيع .
و قال بان الحليب في تونس يتم تعقيمه لدى المصنع بدرجة تصل الى 150 مئوية ، مما يتسبب في الغاء كل فوائده باعتبار ان المُصنع “مٌجبر” على القيام بهذه العملية بهذه الطريقة حيث ان الحليب المقدم له من طرف المربي يعتبر من النوعية السيئة . هذا و عادة، ما يقوم المصنعون ببسترة أو تسخين الحليب لقتل أي بكتيريا قبل أن يستهلكها الناس.
و لفت ذات المصدر بان الحليب في الدول الاخرى يتم رفضه من طرف المصنع في حالة عدم مطابقته للمواصفات المفروضة عليه ، مشيرا الى المصنعين في تونس يقبلون الحليب الذي يحتوي على حوالي 20 مليون وحدة من البكتيريا بينما في الدول الاوروبية يجب ان لا يتجوز عددها 700 الفا .
و اشار في سياق متصل الى ان ما يتم صُنعه في تونس من حليب مٌعلب بمختلف انواعه لا يعتبر سوى “مادة بيضاء ” صحيا مقبولة ، ذو مذاق واحد لا يتغير مقابل ان الحليب علميا يتغير مذاقه باختلاف الفصول و تنويع الغذاء بحسب قوله .
و شدد المستيري ، على ان حوالي 90 بالمائة من المربين في تونس لا يملكون تكوينا أو ثقافة شاملة حول مسألة الاعلاف أو كيفية تغذية الابقار ، معتبرا و أن المشكل لا يكمن في “كبار أو صغار المربين “بل في مستوى تكوينهم أو معرفتهم بهذا المجال .
و أفاد بان البقرة (الوحدة الانثوية ) تبقى في تونس اكثر من 15 سنة و هي تنتج في الحليب مهما كانت نوعيته او كميته ، معتبرا بان الاعتماد على تغذية الابقاء عن طريق الاعلاف المدعمة من طرف الدولة ، سيجعل منه حليبا بدون فوائد ، مشيرا الى وجود عدد من صغار الفلاحين من الذين يقومون بحلب ابقارهم رغم انهم يكونون يتعاطون في المضادات الحيوية بسبب مرض ما .
الكلايبي يرد
من جهته أكد عضو المكتب التنفيذي لمنظمة كونكت،علي الكلايبي خلال ندوة صحفية عقدت امس بالعاصمة ، ان الحليب التونسي مطابق للمواصفات التونسية و نظيف و معقم و صحي ، الا ان الاشكال يكمن في عدد البكتيريا و التي تؤثر بالضرورة على قوام و طعم و لون الحليب بحسب قوله .
و اعتبر الكلايبي أن الحليب التونسي يحتوي , بعد عملية التعقيم في درجة مئوية تبلغ 140 ، على صفر من نسبة البكتيريا ليكون نصف دسم من جهة و بنسبة بروتينيات أقل من الالبان المنتجة في فرنسا .
و شدد ذات المصدر على ان الحليب المجمع من عند الفلاح يكون جيدا في حال ان كمية البكتيريا فيه تكون اضعف لتصبح عملية معالجته من طرف المصنعين اسهل ، كما انه يكون بالضرورة طبيعيا أكثر و مذاقه أخف بحسب تقديره .
منحة لجودة الحليب
من جهته اشار علاء الدين بن سعيد مهندس مختص في الانتاج الحيواني و الاعلاف ، الى ان انتاج الحليب بنوعية جيدة يتطلب من الفلاح التونسي مصاريف مالية اضافية اي ما يعادل 100 مليم على اللتر الواحد ، مشددا على وجود منحة ب50 مليما يقدمها المصنع للفلاح لشراء حليب من النوع الرفيع .
و دعا بن سعيد المصنعين الى تشجيع الفلاحة لانتاج الحليب بجودة عالية عبر الترفيع في قيمة هذه المنحة لنتمكن من دخول الاسواق الأوروبية و الافريقية .