تونس-افريكان مانجر
اعتبر رئيس مجلس نواب الشعب و رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، ان ما تغير في علاقة الدولة بالمجتمع في 10 سنوات كثير.
و قال الغنوشي، خلال ندوة حول الثورة أي علاقة بين الدولة و المجتمع، اليوم الثلاثاء12 جانفي 2020، ان االثورة حصلت لان التناقض بين الدولة و المجتمع بلغ حده و التغيير الذي حصل عبر عن مستوى عال من الذكاء لدى التونسي لان تكاليف التغيير كانت محدودة، وفق تقديره.
واعتبر الغنوشي، ان تكلفة الثورة زهيدة و ثمنها معقول بالنظر لما تحقق، مشيرا الى انه صحيح ان بعض القوى استفادت مما وفرته الثورة من حريات و لكن الشعب التونسي قام بصفقة مهمة جدا تكاليفها زهيدة بالنظر لما تحقق.
وأضاف، التونسيون بعد 10 سنوات يحتفلون بالثورة لأنهم احتفظوا بها و لم يتركوها تتحول إلى حرب أهلية و نقلابات.
وشدد الغنوشي، على أن الثورة غيرت من المجتمع و غيرت صورة الدولة لدى المواطن بالرغم من كل النواقص فضلا عن أن التونسي أصبح غير مهدد بالبوليس و لم تعد علاقته به و بالدولة علاقة صراع.
ولفت رئيس حركة النهضة، إلى أن المجتمع التونسي يشعر بشدة الحاجة إلى الدولة و كلما شعر بأنها بعيدة عنه أحس بالخطر وذلك لأن الدولة راعية له من عديد الجوانب على غرار الصحة و التعليم.
واعتبر الغنوشي ان العلاقة بين الدولة والمجتمع ما تزال في حالة تشكل من خلال تطبيق الدستور واستكمال مؤسساته وتقريب السلطة من الشعب، مشيرا الى وجود شعور عام لدى الشعب التونسي بعد عشر سنوات من الثورة بالمظلومية في كامل البلاد، وفق تعبيره.
وخلص الغنوشي، الى أن ما لم ينجز من أهداف الثورة كثير لكن عدم انجازه يمثل تهديدا لكل ما تحقق.
و في معرض حديثه عن الأنظمة الديمقراطية في العالم، قال الغنوشي، إن جل الأنظمة الديمقراطية في العالم هي أنظمة برلمانية مشددا على ان تونس تعيش صعوبة في السلطة من خلال المزج بين النظام البرلماني والنظام الرئاسي لافتا في ذات السياق، الى انه تم تصميم النظام الانتخابي في تونس لمنع وصول حزب واحد للسلطة وهو امر مبرر بعد سنوات من حكم الحزب الواحد والاستبداد.
كما تحدث عن وجود ما وصفه بالشعبوية التي تدل على ان روح الإحباط انتشرت في البلاد مشددا على أن مشاكل الديمقراطية كثيرة و معالجتها تتطلب المزيد من الديمقراطية، وفق قوله.