تونس- افريكان مانجر
استعدادا لموسم ذروة استهلاك الكهرباء في تونس حيث تصل الى 5 آلاف ميغاوات، أكد الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز فيصل طريفة جاهزية “الستاغ” لتأمين استمرارية التزود بالكهرباء و الاستجابة للطلبات المتزايدة.
الانقطاعات ستكون ظرفية
وقال طريفة في حوار خصّ به موقع “افريكان مانجر” ” هناك استعدادات كبيرة ونحن جاهزون لفترة الذروة، وحتى الانقطاعات المتوقعة ستكون ظرفية وسيتمّ العمل على إصلاح الأعطاب وإرجاع الكهرباء في وقت قياسي”، ولفت الى أنّ ضغوطات كبيرة وعوامل مناخية صعبة تتسبب في اضطرابات على مستوى الشبكة وككلّ سنة تتولى الشركة القيام بأعمال صيانة المعدات وتطوير كامل منظومة التزود بالكهرباء ودعمها مما “يجعلنا نعمل بأريحية”، وفق تعبيره.
وتابع مُحدّثنا “نُطمئن الحرفاء أنّ الفرق التقنية التابعة للشركة على إستعداد للتدخل على الفور في حال تسجيل اعطاب فنية والإستجابة للطلبات المتزايدة من الكهرباء”.
وفي هذا الصدد، شدّد على أنّه لا توجد إشكاليات مع الطرف الجزائري فيما يتعلق باستيراد الغاز وخلاص المستحقات.
اختلاسات… وزيارات فجئية
في المقابل، تحدّث الرئيس المدير العام عن ظاهرة إختلاس الكهرباء، مشيرا الى هذه الظاهرة من الإشكاليات الكبرى التي تُواجهها الستاغ بإعتبارها تُلحق ضررا بالنتائج المالية للشركة وتخلق اضطرابات على مستوى التزود بالكهرباء.
وردّا على سؤال يتعلق بالأقاليم التي تستفحل فيها “سرقات” الكهرباء، كشف فيصل طريفة أنّ الاختلاسات لم تعد مقتصرة على منطقة او جهة معينة، وباتت اليوم منتشرة في مختلف ولايات الجمهورية ورغم ان الظاهرة ليست بالجديدة غير أنّه تم التفطن لطرق مبتكرة من قبل أشخاص يتلاعبون بالعدادات لعدم فوترة الاستهلاك الحقيقي من الكهرباء.
وقال المصدر ذاته “سنعمل على إيقاف الظاهرة وسنكون بالمرصاد لكل من يعتدي على تجهيزات ومعدات الشركة”، كما أفاد أنّ فرق وطنية تابعة للشركة التونسية للكهرباء والغاز تقوم بزيارات ميدانية فجئية لاماطة اللثام عن مختلف التجاوزات، مضيفا ان كل مخالف للقانون يتمّ التفطن اليه يتمّ تتبعه قضائيا وتسلط عليه عقوبات”.
جدير بالذكر أنّ آخر الأرقام الصادرة عن “الستاغ” تشير الى تسجيل نحو 18 ألف ملف يتعلق بسرقة الكهرباء الكهرباء، ما يسبّب خسائر لـ”الستاغ” بحوالي 200 جيغاواط أي ما يناهز 80 مليون دينار.
ودعا الرئيس المدير العام، عموم المواطنين الى تجنب الاختلاس حفاظا على الشركة باعتبارها مكسبا وطنيا.
العدادات الذكية
وفي ما يتعلق بالفاتورة التقديرية وما يرافقها من تشكيات نظرا لتضخم المبالغ المطلوبة، قال طريفة إنّ العمل بها سيتواصل خلال سنة 2024، في انتظار انطلاق العمل بالعدادت الذكية “سمارت غريد” التي ستمكن من التخلي التدريجي عن الفاتورة التقديرية.
هذا وسيسمح مشروع “سمارت غريد” بإصدار فواتير استهلاك حقيقية للكهرباء والغاز وسيسمح برفع العدادات عن بعد من دون تنقل أعوان الستاغ.
كما سيمكّن المشروع من اسداء الخدمات بشكل حيني وآني وعن بعد ربحا للوقت خاصة في مسائل تتعلق بقطع او ارجاع التيار الكهربائي او طلب تقوية العداد او قراءته والاطلاع عن الاستهلاك عن بعد.
وبخصوص ما تم تداوله حول الزيادة في تعريفة الكهرباء، نفى الرئيس المدير العام ذلك مؤكدا انه “لا زيادة في الأسعار خلال سنة 2024”.
أما في ما يتعلق بمسألة دفع الفواتير، فقد وصفها فيصل طريفة بالتجربة الناجحة مشيرا الى انها ساهمت في تخفيف العبء عن المواطن من جهة وتوفير مداخيل إضافية للشركة من جهة أخرى.
كما أعلن الشروع في انجاز دراسة لتقييم تجربة تقسيط دفع الفواتير والبحث عن أيضا عن طرق أخرى لاستخلاص الديون المتخلدة بذمة الحرفاء.
يذكر ان حجم الديون المتخلدة بذمة الحرفاء لدى الشركة قدرت بـ 3655 مليون دينار موفى نوفمبر 2023، حيث يمثل القطاع الخاص 55 بالمائة من حجم هذه الديون مقابل 45 بالمائة للقطاع العام.