تونس-افريكان مانجر
تعتبر الوكالة الوطنية للتبغ و الوقيد من اهم المؤسسات العمومية التي تساهم في عائدات مالية هامة للبلاد، حيث حققت سنة 2019 مداخيل بلغت 1304.8 مليون دينار لفائدة خيزينة الدولة و تعمل حاليا على القيام باصلاحات تنظيمية و تجارية مفصلية لفائدتها و ذلك بحسب ما اكده الرئيس المدير العام للوكالة توفيق عباس في حوار مطول “لافريكان مانجر” .
في بداية حوارنا ، شدد توفيق عباس على أنه عمل منذ توليه المنصب على القيام بالعديد من الاصلاحات التنظيمية و الادارية الجديدة من خلال الانطلاق في سن قانون اساسي خاص بالوكالة يتماشى مع وضعيتها التجارية حيث سيكون هو الضامن الوحيد للعمال في المنح والترقيات .
للاشارة فان الوكالة منذ تواجدها سنة 1891 ، لا تملك الى الان قانون اساسي ينظم هياكلها لخلق التوازن بين ادارتي المصنعين “أ” و “ب” مع اعطاء اكثر اهمية للقطاع الفلاحي في اطار زراعة التبوغ.
تطوير القطاع الفلاحي
و اكد المسؤول الاول بالوكالة توجهها الى الترفيع في المساحات المزروعة في حدود 35 هكتار جديد مع التوجه نحو زراعة “التبغ الشرقي” باعتبار جودته العالية و ارتفاع اسعاره عند توريده .
و تتوقع الوكالة ان تحقق عائدات مالية تفوق ال1400 مليون دينار بعنوان سنة 2020 و ذلك نتيجة ارتفاع اسعار السجائر لمرتين خلال نفس السنة .
و قد شهدت اسعار السجائر ارتفاعا بداية هذا الاسبوع ، و هي الزيادة الثانية في تاريخ الوكالة منذ عشر سنوات ، حيث ستقوم الوكالة من خلال هامش الربح المحقق في المنتوجات المحلية من تحقيق البعض من توازناتها المالية خاصة في ما يهم “خسائر ” تكلفة بيع السجائر الاجنبية.
منتوجات محلية و اجنبية جديدة
اما على المستوى التجارى فتعمل المؤسسة ،بحسب توفيق عباس ، على التسويق خلال الايام القادمة الى منتوجين محليين جديدين و 3 منتوجات اجنبية جديدة و بهامش ربح ايجابي ، حيث شدد على ان هذه الاستراتجية جاءت بهدف مزيد احتواء السوق الموازية عبر استقطاب المنتوجات الاكثر مبيعا للطرق الرسمية و القانونية و باسعار تفاضلية .
و في هذا السياق من المنتظر ان تشهد السنة المقبلة ولادة منتوجين تونسيين “من نوع سليمز ” و تحت اسم “ياسمين ” و ذلك لاستقطاب مدخني هذا النوع من السجائر و خاصة منهم فئة النساء .
مراكز اختصاص اخرى
و قال عباس بان الوكالة ستعمل في اطار سياستها الجديدة على احداث “مراكز اختصاص توزيع” اخرى على غرار التي تم احداثها بمنطقة دوار هيشر الشهر الماضي وبكل من فوشانة ، و الكاف و سليانة و جندوبة و بنزرت و قربة من ولاية نابل الأشهر المقبلة و ذلك بغرض تقريب الخدمات و المنتوجات من المواطن بحسب تعبيره .
و تعمل الوكالة بحسب ،الرئيس المدير العام ، على سحب جميع الرخص التي ثبتت فيها مخالفة اصحابها للقوانين المنظمة للقطاع مع العمل على تاسيس قاعدة بيانات مشتركة لتبادل المعلومات من خلال اعتماد التكنولوجيات الحديثة .
هذا و قد تطور عدد الرخص التي وقع اسنادها من قبل السلط الجهوية دون تدخل من قبل مؤسستي القطاع الى حوالي 16 الف رخصة سنة 2019 مقارنة ب9 الاف رخصة سنة 2010 ، علما و ان العديد من اصحاب الرخص لا يمتلكون نقاط بيع رسمية المنصوص عليها بالقرارات الصادرى عن الولايات .
استقرار المناخ الاجتماعي
و في ما يهم الجانب الاجتماعي فقد اكد الرئيس المدير العام بسعيهم الى تصنيف الوكالة كمؤسسة ناشطة في قطاع ذو مخاطر عالية متاتية من استنشاق التبوغ و المواد الكيميائية و هذا التصنيف سيمكن العمال من الاحاطة الصحية الكاملة خلال العمل و حتى بعد التقاعد حيث تم الاتفاق في هذا الاطار مع الطرف النقابي على تفعيل لجنة الصحة بحسب قوله .
كما تم بحسب ذات المصدر ايلاء الاولوية القصوى للعمال منذ توليه هذه المهمة و ذلك من خلال تمتيعهم بالمنح القانونية و تمكينهم من الاحاطة النفسية و الاجتماعية و الثقافية .
رقمنة الوكالة و تصدير السجائر
و عمدت الوكالة في اطار رقمنتها على،اطلاق موقع رسمي لها يتم فيه نشر كل الصفقات و كل التحينات الخاصة بها ، على ان يتم قريبا التأسيس “لمنصة الجودة ” خاص للمستهلكين لتقديم ارائهم بكل حرية و ذلك بهدف الاخذ بعين الاعتبارا هذه الملاحظات و التحسين من جودة المنتوج.
من ناحية اخرى كشف محدثنا نيتهم التوجه الى تصدير السجائر التونسية و الانفتاح اولا نحو الاسواق المغاربية و العربية و ثانيا نحو الاسواق الافريقية و الاوروبية ، منوها بالجودة التنافسية العالية للمنتوج المحلي في الاسواق الاجنبية خاصة من حيث مطابقتها لمعايير منظمة الصحة العالمية و الاسعار .
ختاما، اعلن مصدرنا وجود عديد الاجتماعات مع اصحاب المساحات التجارية الكبرى لبيع السجائر بها و ذلك في اطار سياستها في التصدي لعمليات الاحتكار و المضاربة و التحكم في السوق مع عملها على الحد من ارتفاع اسعار المنتوجات عند وصولها للمستهلك .