تونس-افريكان مانجر
تعتبر اندونيسيا من الدول التي تمثل اليوم أكبر اقتصاديات جنوب شرق آسيا كما أنها أحد أهم الأسواق الناشئة في العالم ،و في هذا السياق فسر سفيرها بتونس زهير المصراوي في حديث مطول لافريكان مانجر أسرار نجاح تجربتهم من ناحية و رؤيتهم لمستقبل العلاقات الثنائية بينهم و بين بلادنا من ناحية أخرى.
في بداية الحوار ، أوضح سفير اندونيسيا بتونس زهير مصراوي لنا بان دولتهم انطلقت منذ سنة 2014 في وضع خطة خاصة بهم تعتمد على المجال الاقتصادي لتحقق هذه القفزة النوعية بالأسواق العالمية ،مشددا على ان هذه الخطة ترتكز بالأساس على تحقيق العدالة الاجتماعية داخليا من خلال دعم الفئات الهشة من الفقراء و سكان الأرياف ، حيث اعتبر بان هذه الخطوة مهمة جدا لأي بلد يريد الانطلاق في بناء اقتصاده المحلي بحسب تقديره.
و اشار محدثنا الى ان دولتهم انطلقت بصفة أولية في بناء المستشفيات و المدارس و الجامعات بالقرى و الارياف لتستطيع فيما بعد تحقيق التنمية الاقتصادية بالإضافة الى انجازهم للبنية التحتية الضرورية لربط كل مناطق البلاد ببعضها حيث تم كل 5 سنوات تشييد حوالي 5 الاف كلم من الطرقات بحسب قوله.
و بين السفير وجود قناعة راسخة لديهم بان الديمقراطية بدون عدالة اجتماعية ليست ممكنة و أنها أهم طريق لبناء الدول ، مشيرا إلى أن هذه الفكرة أساسا مأخوذة من مبادئ ” البانجاسيلا”.”
و قال المصراوي بان اندونيسيا تمكنت من ان تصبح بسرعة من “النمور الاقتصادية ” نتيجة دعمها لمجال الفلاحة بفضل ما تتمتع به من خصوبة للأرضيها و للمساحات الكبرى للمزارع، بالإضافة إلى دعم حكومتهم للملاحة لكثرة المنتوجات البحرية.
و أوضح مصدرنا بان بلادهم لم تكتفي بهذه الثروات “الطبيعية” ، بل اعتمدت منذ سنة 2019 على مفهوم الاقتصاد الالكتروني الذي ساهم في فتح فرص عمل كبيرة و جديدة للجميع للشباب و الحرفيين و الفلاحين، مضيفا بالقول :”ان الحرفي الصغير في منزله باندونيسيا يتمكن من تصدير منتوجاته الى اي بلد في العالم على غرار مثلا اليابان بطريقة سهلة و غير معقدة. ”
و شدد في ذات السياق بان كل هذه الأفكار تم استلهامها من مبادئ الزعيم الأندونيسي “أحمد سوكارنو” و التي تقوم على تحقيق السيادة السياسية و الاقتصادية و الثقافية.
أما على الصعيد الثنائي ،فقد ذكر السفير الاندونيسي بتاريخ العلاقات الثنائية بن البلدين واصفا إياها بالعريقة و التي انطلقت بحسب قوله منذ زيارة الزعيم الحبيب برقيبة لبلادهم سنة1951 ، حيث أكد بانهم كانوا من أولى الدول التي اعترفت باستقلال بلادنا حتى قبل حصولنا عليه.
ولفت إلى أن هذه العلاقات رسميا انطلقت سنة 1960 بعد زيارة زعيمهم “احمد سوكارنو ” الى تونس بدعوة رسمية من الزعيم الراحل الحبيب برقيبة حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات الهامة بين البلدين.
وأردف بالقول :”نحن في اندونيسيا نمد أيدينا إلى تونس و ننتظر الرد حيث أن التمر التونسي مشهور جدا و متواجد بكثرة بالأسواق الاندونيسية.”
و عبر السفير عن رغبة بلادهم في الرفع من الكميات المستوردة من قبلهم من مادة التمور التونسية ليتم ترفيعها من 5 ألاف طن حاليا إلى 20 ألف طن مستقبلا ، مشيرا إلى السمعة الطيبة للمنتوجات التونسية لدى المستهلك باندونيسيا .
و يرى السفير الاندونيسي بان تونس قادرة بان تصبح الدولة العربية الأولى المصدرة لبلادهم بفضل تنوع منتوجاتها و جودتها حيث أنها تحتل اليوم المرتبة الثالثة من بين الدول العربية المصدرة لبلدهم بعد كل من مصر و السعودية.
و أشار ذات المتحدث إلى عملهم على توريد مادة زيت الزيتون من تونس بدلا من اسبانيا ، بالإضافة الى إمكانية كذلك توريد بعض المنتوجات البحرية على غرار سرطان البحر.
و قال في ذات الإطار :”نطمح كذلك إلى توريد الفسفاط من تونس حيث توقفت هذه العملية منذ سنوات”.
و تصدر اندونيسيا بحسب سفيرها إلى تونس بدرجة أولى الخشب و زيت النخيل و ذلك على غرار عدة بلدان أخرى من العالم ، معربا عن أمله في مزيد تطوير التبادل التجاري بين الدولتين.